المتابعون للمدونة

السبت، 31 مارس 2018

المرأة والتعليم والاقتصاد


المرأة والتعليم والاقتصاد

طبقا للبيانات الحكومية الرسمية بلغ حجم قوة العمل في مصر 28.4 مليون عامل عام 2015 موزعة بين القطاعين الحكومي والخاص والحرف اليدوية والأنشطة التجارية المسجلة.. وبافتراض دقة هذه البيانات لأن الحكومة تميل للمبالغة، وبافتراض حتى أن إجمالي فرص العمل في مصر 30 مليون فرصة، فهذا معناه التالي:

1- لو افترضنا أن نصف المجتمع خارج سن العمل، فهذا معناه أن لدينا على الأقل 50 مليون رجلا وامرأة في سن العمل، متاح أمامهم فقط 30 مليون فرصة عمل.

2- هذا معناه أننا بدون التفكير في كفاءة التعليم والعمل، نحتاج لتعليم 60% فقط ممن يتعلمون حاليا، لأن 40% منهم ليس لهم مكان في قوة العمل، ولا داعي إلى إهدار 16 عاما من أعمارهم في التعليم ولا موازنة الدولة.. هذا يوصلنا إلى أن إخراج النساء من التعليم وهن 50% من المتعلمين يحقق هذه النتيجة!

3- إذا راعينا اعتبارات كفاءة التعليم والبحث العلمي واستغلال العباقرة، فسنعود إلى ما قلته في موضوع سابق أن ميزانية التعليم الحالية في مصر لا تسمح إلا بتعليم 20% فقط من المتعلمين، وهذا يعني أننا يجب أن نتخلص من تعليم 80% من الذكور أيضا!.. أرجو قراءة هذا الموضوع:

4- أصلا نسبة 30% قوة العمل من عدد سكان الدولة نسبة كارثية، لأنها تعني أن 70% من حجم الدولة خامل وعالة.. وهذه إحدى نتائج الفكر المعوق والتعليم الكسيح الذي يعطل الشباب عن العمل إلى سن 25 وأكثر، ليعملوا بعد هذا في وظائف كتابية أو تجارية لا تستدعي إلا محو الأمية وأساسيات الحساب!!.. وهذا يعني ضرورة تشغيل الأطفال بدءا من سن 10 سنوات وتجنيد الشباب من سن 18 سنة لتعمير وزراعة الصحراء وبناء المساكن وشق الطرق وتعدين كنوز الأرض.. نحن أمة 70% من سكانها شباب، لكنها طاقة مهدرة في مقاعد الدراسة الكسيحة.

5- في الوضع الحالي وبعيدا عن أي اقتراحات خاصة بي، لدينا 50 مليون مواطن في سن العمل نصفهم من الرجال.. أي أن الرجال يحتاجون 25 مليون فرصة عمل، وتتبقى 5 مليون فرصة عمل فقط للنساء.. هذا معناه أننا لو حققنا هذا الوضع المثالي فلن نستفيد بـ 80% من النساء المتعلمات، في حين أن ما ينفق على تعليم النساء سنويا نصف الموازنة أي حوالي 50 مليار جنيه سنويا تؤخذ من جيوبنا، سيهدر منها في الوضع المثالي 40 مليار جنيه سنويا!!.. تخيلي فقط لو أنفقت كلية هندسة القاهرة مليون جنيه واحد فقط من هذه المليارات على شخص مثلي كانت لديه طموحات أن يصير عالما ومخترعا وأدعي أنني بفضل الله كنت أملك الملكات العقلية اللازمة لهذا، قبل أن تصدأ في نظام التعليم المصري!!.. فماذا استفدت أنا وماذا استفاد المجتمع من توزيع الشهادات في مهرجان التعليم للجميع بلا تعليم حقيقي؟!

6- في الوضع الحالي، تبلغ نسبة النساء رسميا 22.5% من إجمالي قوة العمل أي حوالي 7 مليون امرأة عاملة.. هذا معناه أن هناك 2 مليون رجل عاطل بسبب وجود 2 مليون امرأة عاملة زيادة عن الحصة التي تكلمت عنها في الفقرة السابقة.. وهذا معناه 2 مليون عانس إضافية.. وما زال سؤال جدوى تعليم النساء اقتصاديا قائما، ما دامت نسبتهن في سوق العمل أقل من الربع.. مع تأكيدي مرة أخرى أن هناك مبالغة مؤكدة في إحصاءات الحكومة، لأن نسبة البطالة بين الشباب أعلى من هذا بكثير، وربما الفارق ناتج من عدم دقة تقديري لعدد الرجال في سن العمل، فليس لدي إحصاء دقيق عن عدد الرجال بين سن 22 و 60 عاما.. لكن الواقع يقول إن هناك أكثر من 6 مليون شاب عاطل على أهون تقدير.

7-   نصف المتعلمات عاملات.. معظمهن في قطاع التعليم والحضانة، وستنتفي الحاجة إليهن في هذا القطاع أصلا لو ألغينا تعليم البنات وجلست كل أم في بيتها ولم تعد هناك حاجة للحضانة.. يبدو الوضع كأننا أنشأنا ساقية في الصحراء تسفي الرمال، ثم احتجنا لعمال ومهندسين لتشغيلها وصيانتها وصرنا ندفع لهن الرواتب من أجل هذه المهمة النبيلة :D.. أنا أطالب بهدم الساقية وتسريح المهندسين والعمال :D

أن الشاعر في أعماقي يعشق المرأة.. لكن المهندس في داخلي لا يستطيع أن يفكر بطريقة أخرى أمام هذه الأرقام.. فالأرقام لا تكذب على المهندس مثلما لا تكذب القطنة على مدام نظيفة :D

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر