المتابعون للمدونة

الاثنين، 1 يناير 2018

لو ذقت عرفت


لو ذُقْتِ عَرَفْتِ 

ساكنةٌ أنتِ بأشعاري
حتى أَضحَى بيتُ الشِّعرِ القصرْ!
مُشرقةُ أنتِ من المَغرِبِ للفجرْ
مُبهرةٌ أنتِ من المَشرِقِ للعصرْ
مُنعشةٌ صيفا
دافئةٌ بشتائي كالجمرْ!
وأحبُّكِ مثلَ ربيعِ الزهرْ
وأحبُّكِ مثلَ شرودِ النهرْ
مذهلةٌ أنتِ
كشيءٍ يُعجزُني وَصفَا
تتضافرُ نبضاتي صفًّا صفّا
كي تُهديَكِ حنينًا يَقطُرُ لَهْـفا
يا لغزًا ظلَّ يُحيّرني
حتى علَّمَ عقلاً مغرورًا ألا يَغترّْ!
علّمني حسنُكِ
كيفَ اكتحلَ الهُّدبُ دهاءً
كيفَ تَروغُ العينُ حياءً
كيفَ يُشِعُّ الخدُّ ضياءً
كيفَ يَموجُ الشَّعرْ
كيف يزيدُ الأنفُ سُمُوًّا
كيفَ يُغنّي الثَّغرْ
كيفَ تُداري عني فاكهةُ الشفتينِ الدرّْ
وأجاوزُ في عشقي حَدَّا
مفتونٌ بكِ جدًّا جدّا
بِقِفاري أمشي مَجذوبًا
مسكونًا بكِ أهذِي وَجدا
أشدو في البردِ وفي الحرّْ
يا طيفًا سحريًّا أدهشني
في عمري مرَّ وما مرّْ!
هل أنتِ كما أهواكِ؟.. أجيبي
أم أنتِ صقيعي ولهيبي؟
هل تَمتمَ ثَغرُكِ يومًا والدمعُ بعينيكِ: "حبيبي"؟
أم أنتِ لعشقي مُنكِرَةٌ، قلبُكِ مَزْهُوٌّ بِوَجيبي؟
مغرورٌ قاسٍ كالصخرْ؟
وأحبُّكِ
سوفَ أظلُّ أحبُّكِ جدًّا
مهما طالَ العمرْ
وأغارُ عليكِ
أخبِّئُ لؤلؤتي مُرتابًا
في عنفٍ في ضمّةِ صدرْ
لو ذُقْتِ عَرَفْتِ
سَلِي العشاقَ
فليسَ على نيرانِ الغيرةِ صبرْ
يا أجملَ مَركَبةٍ في عصفِ فتوني
وهوايَ البحرْ
أناْ مِرفأُكِ الآمنُ منّي
فاختبئي في حِضني عنّي
في طَوْعٍ جيئينى خَجْـلَى
أو جيئي وجْـلَى بالأمرْ
والْتَهِمي شوقي في شوقٍ،
أناْ كِسرةُ خُبزِكِ والتَّمرْ
وأذيقيني حتى آخرِ قطرةِ عشقٍ
من عينيكِ الخمرْ
محمد حمدي غانم
10/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر