المتابعون للمدونة

الخميس، 16 فبراير 2017

أنا وكرشي


أنا وكرشي
(قصيدة خرجت من كرش المعاناة)
 


بيني وبينَ الكرشِ ثأرٌ بائتٌ = وودتُ لو أني أخذتُ بثاري
لا يَرعوي يُلقي عليَّ مَلامةً = ويقولُ لي في ليلِهِ ونهاري:
أينَ الغَداءُ وما لَهُ مِن لذّةٍ = أينَ العَشاءُ ووجبةُ الإفطارِ؟
أينَ الثَّرِيدُ وقد تَطايرَ عِطرُهُ = مِثلَ النسيمِ لسائرِ الأقطارِ؟
هانتْ عليكَ الآنَ عِشرةُ عمرِنا = وشخيرُنا في ليلةِ الأسمارِ؟
إن لم يكُنْ للوُدِّ عِندَكَ بطّةٌ = فدجاجةٌ أو طائرُ الأطيارِ
أو ربعُ كيلو مِن كبابٍ إنّهُ = شافي الهمومِ وشاحذُ الأفكارِ
أو جُد بـ"بيتزا" أو فطيرٍ ساخنٍ = وكَفَى زمانُ بطاطسٍ وخُضارِ
أو ملبنٍ حلوٍ وبعضِ هريسةٍ = قد زِدتَ حِرماني بطعمِ مرارِ!

 

فهتفتُ: يا كذابُ تُنكِرُ أكلَنا = للعدسِ والكُشري وبعضِ ثمارِ؟
يا مُجرمًا أجريتَ ريقي، مدمنًا = للأكلِ بعدَ الأكلِ باستمرارِ
أفما كفاكَ بأن قتلْتَ رشاقتي = وكأنّني غولٌ حبيسُ الغارِ؟
وجعلتَني بينَ الوَرَى أضحوكةً = مِن فرطِ حجمٍ لافتِ الأنظارِ؟
حتى غدا الفِضفاضُ دونَ أناقةٍ = لِبْسي، أسيرُ ككاتمِ الأسرارِ!
أُخفيكَ عن عينِ الحِسانِ كأنني = أُخفي جَنينًا مُثقلاً بالعارِ!
فأجابَ: دَعْ عني حِسانَكَ إنّما = للفاتناتِ لديَّ طعمُ "الكاري"
وأنا وأنتَ وما أردنا ثالثًا = اثنانِ في عشقِ الطعامِ نُباري
فهتفتُ: يا إبليسُ فاخْرَسْ قبلَما = أجتازُ في التوبيخِ حدَّ وقاري
جاوزتَ حجمَكَ فانتفختَ تَكَبُّرًا = قد آنَ ردعُكَ والقرارُ قراري
فاقنعْ ببعضِ الجُبنِ هذا أكلُنا = والحُلوُ هذا اليومَ بعضُ خيارِ! 
محمد حمدي غانم
14/2/2017

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر