المتابعون للمدونة

السبت، 14 يناير 2017

طبقات التوافق


طبقات التوافق 

في رواية عمو (حب في القطار) أوردت في الحوار بين البطلين تأملا عن طبقات التوافق بين الزوجين، مقتبسا من حواراتي مع أستاذي المهندس العالم وصديقي العزيز د. محمد عطية العربي، وقد بناه على خبرته الشخصية في الحياة، وأتفق معه فيه تماما.. فله الشكر على كل ما أفادني به.. زاده الله علما ونفع به.. هذا هو المقطع من الرواية، ويمكن لمن شاء تحميلها من هذا الرابط:

قال ماهر:
-  لكن أمر الحب والزواج يختلف عن العلاقات الإنسانية العادية التي يمكن أن نقبل فيها اختلاف المبادئ والأفكار والطباع.. وبالمناسبة: هناك ثلاث طبقات من التوافق لا يمكن أن ينجح أي زواج إن حدث خلاف في طبقتين فيهما.

سألته هالة:
-      كيف هذا؟
-  هناك الطبقة الأساسية من المبادئ والمعتقدات، والاختلاف بين الزوجين فيها يوقعهما في صراعات حول أهدافهما في الحياة نفسها ورؤيتهما لتربية الأبناء، وتقييمهما لكل موقف من حيث الحق والباطل والصواب والخطأ.. هذا يحدث مثلا إن تزوجت إسلامية من رجل علماني أو العكس.. وهناك الطبقة السطحية، التي تشمل الطباع والتصرفات اليومية، والاختلاف فيها يمكن أن يحيل حياة الزوجين إلى جحيم، بسبب كثرة شجارهما وغضبهما من أمور قد تبدو تافهة لكنها متكررة يوميا، كاستفزاز الزوج لزوجته مثلا باستمراره في إلقاء ملابسه في كل مكان بينهما هي تقدس النظام، أو استمرار الزوجة في إزعاج زوجها بمطالبات أو ملاحظات تافهة وهو مندمج في مشاهدة مباراة كرة القدم.. وبين هاتين الطبقتين طبقة متوسطة، تمثل كل الأمور التي لا تتكرر يوميا، ولها أهمية متوسطة من حيث الاعتقاد.. كالاختلاف مثلا في تقييم بعض الأشخاص أو ما شابه.. هذه الطبقة الوسطى هي الطبقة الوحيدة التي يمكن أن يتعايش الزوجان معا رغم اختلافهما فيها، أما الطبقتان الأخريان فيستحيل استمرار الحياة الزوجية بينهما إن فقدا التوافق فيهما.

-      (باهتمام) هل يوجد تعريف دقيق لكل هذه الطبقات؟

-  لا.. هذا يختلف تبعا لشخصية ومعتقدات وطباع كل زوجين، وهما من يحدد درجة أهمية كل أمر بالنسبة لهما.. وتوافقهما في هذا التعريف هو ما يجعل الحياة بينهما أيسر.
 

ملحوظة شخصية:
بالنسبة لي، كل ما يخص الفكر ودور الرجل والمرأة في الحياة ووجهات نظري في المجتمع يقع في الطبقة الأساسية.. وتكاد لا توجد عندي طبقة وسطى :).. لهذا السبب هناك صعوبة في أن أتأقلم مع المجتمع ككل، وليس فقط شريكة حياة.. وأظن أن هذه سمة غالبة عند أكثر الأدباء والكتاب والفنانين والمفكرين وكل من لهم وجهات نظر متفردة في الحياة.. إنها لعنة الاختلاف، كما أسميتها في إحدى قصائدي:


وقد عبرت عن شقها المجتمعي في هذه القصيدة المسرحية: حكمة الخيول المروضة (غدا تعتاد):


وعبرت عنها في شقها النفسي في هذه القصيدة: أنا وهو:


وكثير غيرها من قصائدي، مثل قصيدة "مركب الأحزان":


وقصيدة "مبصر وحيد في جموع المبصرين" الموجودة في ديوان انتهاك حدود اللحظة.. بل إن قصيدة انتهاك حدود اللحظة نفسها أعمق وأكبر تجسيد لهذه الرؤية.. يمكن تحميل الديوان من هنا:


وطبعا لا توجد لدي أسرار ، فكل أفكاري منشورة في مقالاتي وخواطري وقصصي ورواياتي، ومعظمها منشور على مدونتي، وأشرت لبعضها سابقا في منشور "اعترافات شخصية جدا":


لدي مقولة شهيرة في هذا الصدد، أقول فيها إن الأدباء ينشرون ملابسهم الداخلية في ميدان عام :)، وحتى لو أراد الكاتب حجب خصوصياته، فستتسرب رغما عنه عبر مشاعره في أشعاره، وأفكار وانفعالات شخصياته في قصصه ورواياته، حيث يستطيع القارئ الواعي والناقد المتمرس استشفافها بسهولة.. لهذا وتزداد المصيبة إن كان الأديب امرأة!!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر