المتابعون للمدونة

الأحد، 18 سبتمبر 2016

اعترافات شخصية جدا!


اعترافات شخصية جدا! 

(1)

يتعجب الكثيرون لماذا أكتب كل هذه الأشعار الرومانسية ولم أتزوج بعد!

طبعا لأن المتزوجين لا يكتبون الشعر الرومانسي.. ظننت هذا واضحا J

بعيدا عن المزاح:

ليست المشكلة طبعا في وجود مَن تعجب بي، فبالتأكيد لن يعدم شاعرا فتاة تعجب به، على الأقل بسبب الصورة الوهمية التي ترسمها له بناء على أشعاره!.. وقد قلت كثيرا إنني أظهر في خواطري أكثر مما أظهر في أشعاري، وأظهر في مقالاتي أكثر مما أظهر في خواطري.

وبالمناسبة: أنا أنزعج جدا من أي فتاة تبدأ في مطاردتي، وأحجب عن صفحتي أي فتاة تزعجني بتعليقات سخيفة.. أنا لا أجد أي مشكلة في مطاردة الذكر للأنثى، فهذه هي طبيعة الأشياء، وأحب أن أكتب الغزل، ولا أتحرج من كتابة شعر أصف فيه حنيني لفتاة تتدلل عليّ.. لكني أكرة بشدة أن ترخّص أي فتاة نفسها.. وأقدر الفتاة الذكية التي تستطيع أن تشعر الرجل باهتمامها من طَرْف خفيّ دون أن تبتذل نفسها.

لكن هذه أيضا ليست المشكلة، فما زالت لدي معضلة فكرية جوهرية، يكمن فيها إجابة السؤال الذي لم أجبه بعد: لماذا لم أتزوج حتى الآن!

الحقيقية أن تفكيري الهندسي المبكر كان يريني المنحنى الهابط لمجتمعاتنا ودويلاتنا الهشة، فلا أرى أي مستقبل آمن لها (توقعوا الأسوأ باستمرار).. وكان يؤرقني دائما سؤال كيف يمكن تربية أطفال في مجتمعات كهذه، وتطلبت الإجابة وضع تصورات معقدة عن الأم التي تستطيع تربيتهم، وعن آليات تربيتهم، حتى تجاوز التعقيد حد المتاح واقعيا، وانهار الواقع نفسه أسرع مما توقعت، وصرت عاجزا عن التأقلم نهائيا مع المجتمع، الذي أزداد انفصالا عنه يوما عن يوم، حتى وصلت إلى قناعة أنني لا أستطيع القيام بهذه المهمة النبيلة، التي أحسد الآخرين على شجاعتهم في القيام بها: تربية الأبناء!

وقبل أن يفهم أحد أنني أعلنت الإضراب عن الزواج، أوضح أنني أعلنت فقط الإضراب عن فكرة إنجاب أطفال.. وهذا يعني أنني حجبت عن تفكيري كل فتاة بكر أو حتى ثيب ليس لديها أبناء، لأن الهدف الرئيسي من الزواج عند المرأة هو الأمومة.. لهذا اتجه تفكيري في السنوات الأخيرة إلى اختيار أرملة أو مطلقة لديها طفل أو طفلة، أساعدها في الاعتناء به أو بها، دون أن أتدخل في رؤيتها في التربية (وبالتجربة العملية اكتشفت أن هذا اختيار معقد، لأن مثل هذه الأم تحمل مشاكل تجربة أخرى، ربما أزيدها أنا تعقيدا، أو لا أستطيع توريط نفسي فيها!).. للأسف لا توجد حلول سهلة!

لكل هذا أنا أتجاهل بعض الفتيات المميزات اللاتي أسعدني القدر بالتعامل معهن، دون أن أستطيع أن أشرح لهن لماذا.

كل ما قلته أعلاه ليست دعاية من أي نوع.. يمكن القول إنني احتجت إلى إيصال رسالة لا لبس فيها إلى عدة فتيات ( :) ) كل منهن تستحق الإعجاب، ولعلهن يتعجبن لماذا أكتب كل ذلك الشعر المعذب وهن أمامي في أوج روعتهن (خسارة فعلا :( ).. مع ملاحظة أن ما أقوله هنا سبق أن أعلنت معظمه منذ خمس سنوات في مقال "أنا أتمرد" المنشور على مدونتي:


وبعضه في مقال "ويفوز باللذات كل مغامر"، المنشور عام 2010:


وبعضه في مقال "بين كتاباتي والواقع" الذي نشرته على أدباء دوت كوم عام 2006، وأعدت نشره على مدونتي منذ عامين:


وبعضه في مقال "دون جوان رغما عني" المنشور عام 2013 أيضا:


أليس غريبا أن تفكر امرأة في رجل دون أن تحاول قراءة ما يكتبه، أو على الأقل قراءة ما يقوله عن نفسه؟.. هذا كسل يرقى إلى درجة الجريمة في حق نفسها!

أظن أنني لا أحتاج إلى تقديم المزيد من الأدلة على صراحتي وعدم رغبتي بأي شكل من الأشكال إلى خداع أي فتاة، ولا حتى من قبيل جمع المعجبات بأشعاري حولي!.. فما أعلنه وأكرره كل فترة كفيل بتطفيش أي فتاة!.. والحقيقة أنني أشعر بالضيق إن شعرت أن هناك فتاة معجبة بشخص آخر تتوهمه في شخصي، فأي فخر وأي سعادة في ذلك؟

***

(2)

معادلة كثيرة المجاهيل

 

هذا جزء من موضوع مماثل كتبته عام 2013، لكني لم أنهه ونسيته لفترة:

رغم مئات من قصائد الحب والغزل، لم أتزوج بعد، وأظن أني لن أفعل!

إذ يبدو أن المعادلات التي وضعتها تعقدت كثيرا، ولم أستطع أن أجد لها حلا.

فالمشكلة ليست في المرأة، ولكن في المجتمع، لأن كل فكري مبني على بحثي عن البيئة المناسبة التي أربي فيها أبنائي إن رزقني الله بهم..

بالنسبة لي لم تعد المسألة مسألة كم بل كيف.. هناك 85 مليون إنسان في مصر وحدها، ولا أخشى من انقراض المصريين إن أنا لم أنجب لهم طفلين أو ثلاثة.. وبالتالي، لا يعنيني كم النسل، بل جودته.

وحتى الآن، وبعد قيام الثورة، لا أرى أي شيء تغير في المجتمع يتيح لي تربية أبناء أسوياء في مجتمع طبيعي!.. فما زالت كل وسائل التأثير العقلي والفكري والنفسي والخلقي في المجتمع فاسدة، وفكرة إنجاب أولاد وعزلهم عن المجتمع تبدو لي تعذيبا محكوما عليه بالفشل!

طبعا بالنسبة لمعظم البشر، هذه أمور لا تستوقفهم كثيرا، ولكنها لا بد أن تستوقف شخصا مثلي حرفته العقل والفكر، والمفترض أنه يكتب ليجعل المجتمع أفضل.. فمثل هذه الشخصية لا تقبل التجارب العشوائية التي ظاهرها الفشل!

لهذا يتدخل ما أريده لأبنائي المجهولين في طريقة اختياري لنصفي الآخر المجهول!.. وهو ما يجعل المجاهيل في المعادلة أكثر من اللازم كما ترون، ويجعل حلها معقدا جدا!

جزء آخر من المشكلة هو انحراف فطرة النساء في هذا العصر بسبب التربية العلمانية المشوهة، ونظام التعليم الفاشل.. ونتيجة لهذا ينتهي ثلث الزيجات بالطلاق في أول عامين.. هذا بين أزواج عاديين لا يحملون ثقافات معينة خارج نطاق المألوف!

فما بالك بالفتيات المثقفات، اللاتي ألاحظ من احتكاكي بالوسط الثقافي أن نسبة أعلى منهن تحصل على الطلاق، وأحيانا أكثر من مرة!.. وهو أمر طبيعي للتلازم بين الطبيعة المتمردة وشخصية الأدباء رجالا ونساء.

***

(3)

"إنك لن تستطيع معي صبرا"

 

أنا شخص فقري أعيش حياة الشعراء الصعاليك، ولا يمثل المال أي حافز لي في الحياة (إلا حينما أقترب من حافة الإفلاس، فحينها أعمل باجتهاد :).. والحقيقة أن هذه إحدى مزايا الزواج فهو أحد أسباب زيادة الرزق فعلا، فهو حافز قهري للكفاح).

وأنا أعرف جيدا أن شخصية كهذه يمكن أن تحب النساء أشعارها، لكن لا تحب الشخص نفسه حبا حقيقيا!.. نعم: النساء عاطفيات وماديات في نفس اللحظة.. مخلوقات معقدة جدا في بساطتها :).. أما أنا فبسيط جدا في تعقيدي، فأنا أحب أن أعيش الحياة على سجيتي، بأقل المتطلبات، ولا يعنيني أن أدخل في منافسات فارغة مع الآخرين، من أجل منصب أو مال أو امتلاك سلعة.. وهذه البساطة العادية للغاية، وضعتني في صراع معقد مع مجتمع شكلي استهلاكي مديون لا يضيف قيمة للحياة أو الإنسانية يسير بسرعة للانهيار!.. لهذا ترفعت عن أطلب من هذا المجتمع أي شيء، فأجبرني هذا على التنازل عن نصفي الآخر، لأن المرأة هي الطعم الشهي الذي يجعل الرجل يدخل مصيدة المجتمع بأعرافه وقيوده!

***

(4)

أحذر أي فتاة قد يحلو لها أن تلعب معي دور الملهمة، من أن ينتهي مصيرها بالفشل في الحياة مع أي رجل غيري، فالشعر كالسحر، إذا خلبت تعاويذه قلب المرأة، فلن تجد طعما للحب بعده (والغواني يغرّهن الثناء).. ربما لهذا أكون صادما جدا في بداية تعاملي مع أي فتاة، وأضعها في مواجهة مبكرة مع أفكاري ومشاكلي قبل أن أقول لها أي قول لين أو أخدعها بخيال براق.. فما تأكد لي بالتجربة، هو أن أقوى عاطفة تحتاجها المرأة هي الشعور بالأمان، والحب وحده لا يضمن هذا.. فلا يهم نوع البداية، ما دامت المرأة ستكون عاقلة جدا حينما تأتي ساعة الاختيار، وستلقي قلبها في أقرب سلة مهملات :).. وأنا أستغل هذه السمة لغربلة النساء سريعا سريعا.. هناك أشياء لن أغيرها من أجل أحد، ولن أستطيع حتى إن حاولت، لأنها هي ما تجعلني أنا.. والحقيقة أنني حتى الآن لم أجد فتاة أقتنع بأنها نصفي الآخر.. أعجبت وتعلقت وأحببت فتيات بقلبي، لكني قَطّ.. قَطّ لم أقتنع بواحدة بعقلي، وإلا كنت فعلت المستحيل حتى تكون لي.

باختصار: أنا أرى الدنيا من منظور آخر.. وفي الزاوية التي أقف فيها، لم أر أي فتاة حتى الآن!

***

(5)

أوضحت كل شيء.. إذن، دعوني أكتب الشعر وفقط.. وأشكر كل القلقين عليّ على اهتمامهم.. ولا داعي لوعظي دينيا أو اجتماعيا عن الزواج والأبناء، فقد قضيت حياتي كلها أناقش وأفكر وأعظ وأتعظ.. والنتيجة هي ما ذكرته هنا، وأنا أقدّر خسائري الحالية، وأتوقع ما سأخسره مستقبلا، لكن شخصيتي لا تترك لي اختيارات!

كل إنسان يتحرك في الحياة باتجاه أهداف حددها، بناء على أفكار يعتنقها، ويستريح لما يوافق طبيعته، فإن لم يجده، فعلى الأقل لا يعذب نفسه مع ما يصادمها.. فلا تلوموا البعض إن كانوا مختلفي الفكر والتوجه والأهداف والطباع.

باختصار: لست مستعدا للزواج إن تحول من حل إلى مشكلة إضافية!.. لهذا أنا فقط أدعو:

"اللهم ارزقني بزوجة صالحة تعينني على أمر ديني ودنياي"

 

محمد حمدي، 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر