المتابعون للمدونة

الأربعاء، 11 مايو 2016

النشر في طريق جانبي!


النشر في طريق جانبي! 

 
 
التقطت هذه الصورة في مكتبة دار المعرفة للدكتور مهندس نادر الجندي وهو مالك ومدير المكتبة وناشر كتبي البرمجية.

التقيت د. نادر في أكتوبر عام ٢٠٠٧.. كنت في العباسية متجها الى المؤسسة العربية الحديثة لأعرض عليهم نشر سلسلة الخيال العلمي رفاق الخطر، وكنت أمر أمام هندسة عين شمس فلفت نظري ﻻفتة مكتبة المهندسين للنشر والتوزيع، فقررت أن أمر عليهم أثناء عودتي لأعرض عليهم نشر كتاب في البرمجة، استنادا إلى شهرة كتابي المجاني الذي نشرته عام ٢٠٠٣ .. وبالفعل، قابلت زوجة صاحب المكتبة، فطلبت مني أن أكتب شيئا وأريه لها.. وأثناء عودتي، قررت أن أجرب طريقا جانبيا مختصرا بدﻻ من العودة إلى ميدان عبده باشا، فوجدت فيه منفذا لمكتبة دار المعرفة، فقررت أن أعرض عليهم نفس الأمر.. ولحسن الحظ كان م. مجدي صالح المسئول عن المكتبة موجودا في ذلك المنفذ حينها، فأخذ الأمر بجدية ودعاني للذهاب إلى المكتبة في الشارع المجاور وجعلني اكلم د. نادر هاتفيا، فطلب مني أيضا أن اكتب كتابا واعرضه عليه.. تحمست للأمر، وقررت أن اكتب كتابا صغيرا للتجربة، فكتبت كتابا يشرح الفروق بين فيجوال بيزيك وسي شارب، وأنهيته في أسبوع، وذهبت لمقابلة د. نادر في مكتبه في هندسة شبرا، ومعي فصل مطبوع من الكتاب وقرص ضوئي عليه نماذج من أعمالي الأدبية وكتاب البرمجة القديم، فاتفق د. نادر معي على تفاصيل النشر، وحدد موعدا لتوقيع العقد في المكتبة، فسألته مندهشا:

-      ألن تقرا شيئا من هذه النماذج أوﻻ لتتعرف على أسلوبي؟

فأجابني بثقة عجيبة:

-      ﻻ يمكن أن يكتب شخص كل هذا دون أن يكون لديه شيء يقوله.

وهي الثقة التي ملأتني بالحماس، فكتبت مرجع من الصفر اﻷى الاحتراف فيجوال بيزيك دوت نت ٢٠٠٨ في شهرين، بمعدل كتابة ١٤ ساعة يوميا على الأقل، وكان حجمه أكبر من ١٢٠٠ صفحة، فاضطررت إلى تغيير نوع الخط من Simplified Arabic إلى Arabic Transparent لأن المسافة بين السطور فيه أضيق، كما صغرت حجم الخط من ١٤ إلى ١٣ .. وبهذا وصل الكتاب إلى ٩٤٠ صفحة.. ورغم تخوفه من الكتب التي بهذا الحجم، فقد نشره د. نادر، وكان أسرع كتبي نفادا.. وقد اختصرت حجمه في طبعة ٢٠١٠ إلى ٨٢٤ صفحة بنقل الأكواد الطويلة إلى القرص الضوئي، ثم اختصرته مرة أخرى في طبعة ٢٠١٥ إلى ٥٠٠ صفحة فقط بإزالة شرح مكتبات فيجوال بيزيك ٦ واختصار فصل تاريخ الحاسب، ونقل بعض الفصول إلى كتب أخرى

 وبعد أن وقعت معه الكتاب قلت له ان لدي رغبة في عمل نسخة من نفس الكتاب بلغة سي شارب، فوافق أيضا قبل حتى أن يعرف إن كان الكتاب الأول سيباع أم ﻻ!

مثل هذه الثقة من الناشر هي أغلى ما يبحث عنه الكاتب.. والحقيقة أن د. نادر الجندي هو الوحيد في مصر كلها الذي غامر بنقوده لاقتناعه أنني اكتب شيئا له قيمة وفيه فائدة.. بعد ذلك قابلت ناشرين يريدون التعامل معي في كتب البرمجة، بناء على كتبي المنشورة، لكن عروضهم لم تكن أفضل، ولم يكونوا بنفس الجدية.

لمثل هذا كنت أتساهل مع د. نادر في كثير من الأمور، ففي النهاية هو الشخص الذي وثق في موهبتي واستثمر فيها نقوده، وقد قادني إليه القدر بمجموعة مصادفات عجيبة، فنجحت من أول محاولة في العثور على ناشر لكتب البرمجية التي لم أكن كتبتها بعد، ولم انجح حتى اليوم في العثور على ناشر لرواياتي وسلاسلي التي كتبت منها حوالي ٥٠ رواية عبر ربع قرن من الزمان، وهي مدرستي الأولى التي لوﻻها ما كتبت كتابا في البرمجة!

شكرا لك د. نادر على ثقتك الغالية.. شفاك الله ومتعك بالصحة والعافية وجعل ما تنشره من كتب العلم في ميزان حسناتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر