المتابعون للمدونة

الأربعاء، 27 أبريل 2016

جامعة الهوى


جامعة الهوى
(بالأمسِ كنتُ أذاكرُك)
 


عشرونَ عامًا مُذْ عرفتُكْ

لقد احترفتُكْ

أَنَسِيتِ هلْ فأُذكِّرُكْ؟

بالأمسِ كنتُ أُذاكِرُكْ

يا منهجي بينَ الحسانِ نُهاكِ دُونيَ يُنكِرُكْ

كمْ كُوبِ شايٍ في ليالي الوجْـدِ والعشقِ ارتشفـتُـكْ!

وبمنتهى الإبداعِ في الشِّعرِ اقترفتُكْ

ناجيتُ وجهَـكِ واعتكفتُكْ

ومعادلاتُ الحسنِ فيه حَفِظتُها حتّى اكتشفتُكْ

حلّلتُ معنى بسمةِ العينينْ

وحَلَلْتُ وحدي مُنحنى الخدّينْ

مِن غيرتي خَبّأتُ في مَفكوكةِ الحَدّينْ

أسطورةَ الشفتينْ

بالحُلمِ في نَومي استضفتُكْ

وصَحَوتُ يَحدوني نَدَى الإشراقِ

وقَصدتُ مِن شوقي أكاديميةَ العشاقِ

لشئونِ قلبِكِ عاشما قدّمتُ أوراقي

فَرُفضتُ أعواما بلا سببٍ لإخفاقي!

كررتُ مراتٍ ودوما لم تُبارحْـني الثِّـقَةْ

ففُصولُ وَجْـدي في هَواكِ مُوَثَّـقَةْ

وبذلْتُ وُسْعي في امتحاناتِ الهَوَى

لمْ أَستفِدْ إلا شهاداتِ النَّوَى

مِن دُونِ ذنبٍ غيرِ ظُلمِ مُصَحِّحٍ فَظِّ القَريحةْ

ما رقَّ يومًا رغمَ أجفاني القريحةْ

في غِلْظةٍ رَفَضَ الإجاباتِ الصحيحةْ

وأساءَ فهمي رغمَ أشعاري الفصيحةْ

وأنا الأحقُّ بِالامْـتيازْ

في كلِّ أجوبتي أُجازْ

أوَليسَ يَكفِي لاعتمادي عِشقُكِ الإنجازْ؟

لأصيرَ أستاذا أدرِّسُ سحرَ عينِكِ باعتزازْ؟

أُلقي محاضرتي بجامعةِ الهَوَى

وأعيدُ نشرَ جميعِ أبحاثي الأُلَى

وأظلُّ أنبشُ سرَّ حسنِكِ بينَ آلافِ المراجعِ في رَوِيّةْ

لِتُضافَ يوما في هوامشِ كلِّ أوراقي المُحَكَّمَةِ التي

تَزهو بها أرقَى مجلاتِ الغرامِ العالميةْ

ولكانَ حقّي اليومَ أنْ أحظَى بِنُوبِلَ في اكتشافِكِ بينَ ربّاتِ الجمالْ

ولَكُنتُ أرشفُ مِن لَمَاكِ ثُمالةَ الخمرِ الحلالْ

ثَمِلاً كضوءِ النَّجمِ في حِضنِ الهلالْ

لكنّنا للآنِ ما زِلنا على شطِّ الهَوَى نُقصِي الإجابةَ والسؤالْ

نَخشَى الغرامَ كبطّتينِ تُراجِعانِ الموجَ مِن فَرْطِ الهُزالْ

وكأنّما سَكِرَ الزمانُ وغَطَّ في نومٍ عميقٍ فانتهى معنى الزَّوالْ

ما زلتِ أنتِ بمنتهَى حُسنٍ تَأَرَّجْ

في كلِّ يومٍ تَجلسينَ بذلكِ الثوبِ البسيطِ بحمرةِ الزهرِ المُبَهرَجْ

في أوّلِ الصفِّ الذي تَهوَينَ في نفسِ المُدَرَّجْ

مشغولةَ العينينِ عنّي تكتبينَ مُحاضراتِ القومِ تَبغينَ التَّخَرُّجْ

وأنا أراقبُ بالحنانِ جمالَكِ الفتانْ

وأغشُّ عن كَثَبٍ وأَنسخُ شِعريَ الولهانْ

أدعوكِ فيه لِعالمي

فلتَعلمي:

تحكي محاضرتي الملاحمَ أنّنا البَطَلانْ

منّي اسمعيها وانظريها

سبورتي عينايَ هيّا فاكتبيها

قولي بربِّـكِ كيفَ ظلَّ قرارُكِ البُطلانْ؟

يا ويحَ حسنَكِ إنني عطشانْ!

حتى إذا استجمعتُ بعضَ شجاعتي

متهيّبا أَسعَى إليكِ بلهفتي

لتَضمَّـني وتُضيعَني عينانْ

والقلبُ في كفِّي يُغلّفُه افتتانْ:

"هل تَقبلينَ هديّتي"

ما زلتِ عنّي في شُرودِكِ مُطرِقةْ

وإذا أجبتِ بِكِلْمةٍ، تَهوِي عليَّ كمِطرقةْ

يا فِتْـنَتي ما أقتلَكْ!

ضَيَّعْـتِني وغَفَرْتُ لَكْ

غرّاءُ أنتِ، غَريرةٌ

وغَرَورةٌ،

مَغرورةُ الوِجدانْ

وأنا الذي أفنَى بعشقِكِ عُمرَهُ

لا شُكرَ لا عِرفانْ!

والآنَ جئتُكِ مِن جديدٍ ذُبتُ شوقًا غامِرا

أجتازُ آفاقَ الجِراحِ مُغامِرا

للبحثِ عن ذهبِ الأنوثةِ في شُعورِكْ تحتَ أكوامِ الزمانْ

فتَنهّدي تنهيدةً هَوْجاءَ تَنفُضُ عنه ما قد رانْ

طاغٍ غرورُكِ واعتراكِ عنادْ؟

لا بأسَ، صبرًا بينَنا ميعادْ!

عرَّضْتُ قلبَكِ في اختباراتِ احتمالِ الشوقِ للإجهادْ

ضغطٍ وتَسخينٍ

وتفريغٍ وتبريدٍ

وبسمةِ لهفةٍ

في إثْرِ دمعةِ غَيْرةٍ

غضبٍ، نَدمْ

وأنا أدوّنُ ما ألاحظُ بالقلمْ

مُترصّـدًا كلَّ النتائجِ رَيْثَ أنْ حبّي بنجواكِ احتدمْ

أَتَدَلُّهي عقلي التَهَمْ؟

فَخْرٌ لقلبي أنّني بكِ مُتَّهَمْ

حتّى أخيرا صُغْتُ قانونَ الوفاءِ، وكلَّ تَفنيدٍ هزَمْ:

"لا حبَّ يأتي من عَدَمْ

لا حبَّ يَفنَى في العَدَمْ"

***

والآنَ نَفسَكِ فاسألي:

كَمْ مرَّ مُذْ شبَّ الغَرامُ على اغترابْ؟

والقلبُ في هذا العذابْ؟

يُرضيكِ أنْ ولَّى الشبابْ؟

والشِّعرُ طفلٌ عابثٌ، لكنَّ هذا الشَّعرَ شابْ

زَعمَ الزمانُ بأننا أيقونةُ الأحبابْ

ما اللصُّ محتاجًا لِبابْ

وَهْوَ الذي سَلَبَ اللُّبابْ!

فَلِمَرّةٍ أُخرَى اسألي:

ما العيبُ في إكمالِ دائرةِ الهَوَى؟

قِيسي الجَوَى: أناْ مُوجَبُـكْ

قُولي إذنْ ما يُرهِبُـكْ؟

تَتمرّدينَ وأنتِ سالبتي بِطَوْعي كلَّ شيءٍ يُعجبُـكْ؟

شِعري وعيني وافتتاني

قلبي وعقلي واتزّاني

هذا إذن رسمي البياني

طَرَفا معادلتي على كفّيكِ يَصطرعانِ

وأنا إلى ما لا نهايةَ للغرامِ أُعاني

والصِّـفرُ حلٌّ تافِهٌ، لا ليسَ حلّي

لِبراءتي لا تَستحّـلي

حِلِّي بذاتي حلّليني وابسطي بَسطي إلى عينيكِ واعتبري مَقامي

ولْتَحذري حدَّ اتهامي

تَبدو معادلتي أنا نُونيّةْ

لي عَدُّ نُونٍ مِن حلولٍ أوّليةْ

لكنّها بفضائها محجوبةٌ منسيّةْ

ذا أنّها مفكوكةٌ مِن عُقدةٍ أسيّةٌ

تعقيدُها في الحلِّ مثلُ تَفَاضُلِيِّ-تَكامُلِيّةْ

مرَّ الزمانُ ولم تَزالِي لي/لها أحلى حلولي العبقريةْ

مُثْلَى، مُعقّدةً، مُؤَصّلةَ الفروضِ، ولَوْذَعيّةْ

أرجوكِ، لو إثباتُها صَعبٌ عليكِ،

إذنْ تَعالَيْ بينَ حِضني كلَّ يومٍ

كَيْ أبسِّطَها لقلبِكِ قُبلةً في قُبلةٍ في رحلةٍ أبديةْ!

يوما لعلَّكِ تَحصلينَ على شهادتِيَ الحَنونِ الجامعيةْ!

***

زلزالَ عشقي: لَهفتي تُسُنامي!

قلبي ملاذُكِ فاحضُنيه ونامي

في مَهْـدِ زَهرِ غراميَ المُتنامي

 

محمد حمدي غانم

4/4/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر