المتابعون للمدونة

السبت، 24 أكتوبر 2015

حبيبة ضائعة، وحبيبة مجهولة


حبيبة ضائعة، وحبيبة مجهولة:
هكذا تذوقت عبد الوهاب مطاوع!!

 

لم يحدث من قبل أن صرّحت لمن كتبت قصائدي الغزلية..

لكني أريد هنا أن أكسر القاعدة، لأعلن لمن كتبت أجمل قصيدتي غزل من بين المئات من قصائدي!

فمن وجهة نظري:

أبدع قصيدة غزل فصحى كتبتها هي قصيدة "هكذا أتذوقك"

وأبدع قصيدة غزل عامية كتبتها هي قصيدة "ضميني من غير ما ألمسك"

والعجيب أن هاتين القصيدتين كتبتهما لـ......

عبد الوهاب مطاوع رحمه الله!

وقبل أن تذهب بكم الظنون إلى مواضع مريبة، سأوضح لكم ما وراء هذا من ملابسات عجيبة!

الموضوع بدون الخوض في التفاصيل، أنني أعجبت بكتابات فتاة لا أعرفها وجها لوجه.. كان أسلوبها رشيقا وأفكارها تتمتع بالدفء الإنساني، حتى إني مدحتها قائلا إنها تذكرني بكتابات عبد الوهاب مطاوع!

وللأسف لم أحتج وقتا طويلا لأكتشف أنها فعلا كانت تنقل مقالات الراحل عبد الوهاب مطاوع حرفيا، فقد كنت قارئا نهما لكتبه أثناء المرحلة الجامعية، وحدث أنّ أحد مقالاته التي انتحلتها كنت ما زلت أذكره، فبدأت أبحث عن مصادر كل كتاباتها وتأكدت أن معظمها مقالات لهذا الفنان العبقري.

لكني للأسف كنت قد سمحت لنفسي بالانخداع قليلا، لأني كنت مبهورا بفكرة أن توجد امرأة تمتلك هذه الثقافة وهذه الذات الإنسانية الدافئة، فألهمني هذا بعدة قصائد، قبل أن أكتشف أنني كنت مغرما بصفات منتحلة من كاتبي المفضل!

في هاتين القصيدتين، كنت متأثرا بعدة عوامل، منها ـ كما ذكرت ـ انبهاري بثقافة وإنسانية الشخصية المنتحلة، ومأساة تلك الفتاة الخاصة التي جعلتني أتعاطف معها أكثر، ومأساتي أنا الخاصة، حيث كنت أريد الهروب حينها من فاجعة زواج ملهمتي من شخص آخر (وهذا قلته لفتاة عبد الوهاب مطاوع بصراحة منذ البداية، ونحن نتبادل أنخاب الحزن)!.. أي أنني في هاتين القصيدتين حولت مشاعر الحزن بطريقة نفسية معقدة إلى أدفأ مشاعر العشق والغزل!

الجدير بالذكر أن هذه القصة حدثت كلها في وقت قياسي، لأن نصفي المهندس لا يستطيع أن يسمح لنصفي الشاعر أن يعيش في عالم الخيال طويلا دون البحث عن أرض صلبة يقف عليها في عالم الواقع، لهذا كنت أسعى وبإلحاح لرؤية الفتاة والتعرف عليها في عالم الحقيقة بعيدا عن كل ما تدعيه عن نفسها في العالم الافتراضي.. لكنها بالطبع تهربت من هذا، واكتفت ببضع حوارات رقمية راقية، بعضها كان تحفا أدبية في ذاته، ولعلي أستخدم بعض عباراته في عمل فني يوما ما.

وبالمناسبة: لم يكن الحديث معها سهلا، وأغلقت في وجهي كل السبل في البداية.. لكن قصيدة "هكذا أتذوقك" نزلت عليها كالصاعقة، التي فتحت الباب المغلق عنوة!.. لعلها ذهلت أن يكتب لها إنسان عملا متدفق المشاعر يموج بالصور المبتكرة والعصرية كهذا.. لكن كما قلت، اتضح في النهاية أن القصيدة لم تكن لها أصلا، بل للذات الإنسانية الحانية والضافية للشخص الذي انتحلَتْ أفكاره ومشاعره!

كان لا بد أن أعترف هذا الاعتراف، لأن هذا الموقف من أغرب المواقف التي مررت بها في حياتي، والذي يؤكد ما أقوله دوما، عن أن التجارب الفريدة هي التي تصنع القصائد المختلفة، وأن الإبداع ليس نية متعمدة من الشاعر، فمهما بحث واجتهد، تظل المؤثرات الخارجية هي التي تثوّر مشاعره، وتحرك يده لتنحت أبدع قصائده.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر