المتابعون للمدونة

السبت، 20 يونيو 2015

الانحياز المسبق ضد المنهج العلمي


الانحياز المسبق ضد المنهج العلمي 

"ومن الطبيعي أن تكون المعرفة التي نحصل عـلـيـهـا مـن خـلال أي بـنـيـة فكرية كونية، بنيةً انتقائية.. كذلك لا توجد معايير أو مـعـتـقـدات تـوجه البحث عن معرفة، ليست رهنا بالبنية الفكرية الكونية.. وخلاصة القول، فإن المعرفة العلمية ليست بالضرورة هي أوضح تمثيل لما يكون عليه الواقع.. إنها من صنع بيئة فكرية وهي أداتها.. إن عملية الاكتشاف، هي في الوقت نفسه عملية اختراع، والمعرفة هي صناعة الإنسان"

هذا هو الاستنتاج الذي يصل إليه الكاتب "جيمس بيرك" في الفصل الأخير من كتابه "حينما تغير العالم".. وهو يقرّ هذه النتيجة قبل التدليل عليها بالعديد من الأمثلة الهامة، التي تحتاج مني بعض الوقت لتلخيصها لكم، لأنها لازمة لزعزعة يقين أولئك الذين صاروا يعبدون العلم، ويظنون أن المعادلات الرياضية والقوانين الفزيئاية والنظريات العلمية، تعبر دائما عن الواقع والحقيقة تعبيرا مطلقا، متناسين أنها كلها في النهاية منتجات بشرية، نتجت عن إدراك حواسنا لما حولنا ولما تنقله لنا أجهزتنا، بما يعتري هذه الحواس والأجهزة من قصور.. والأهم من هذا، أن هذه المدركات، تخصع لتقييم وتقنيين عقولنا، التي تكون في كل عصر أسيرة بنية فكرية معينة، تجعلها تتغاضى عن بعض المعطيات التي تعارض هذه البنية الفكرية، مثل ما يحدث منذ قرن ونصف وحتى الآن مع خرافة داروين، التي كلما أثبت العلم فشل دليل من أدلتها المفتراة، سارع كهنتها بتلفيق أدلة جديدة، فالثابت عندهم دوما هو خرافة التطور (البنية الفكرية)، والمتغير هو الأدلة التي تثبتها (المعرفة)، وهو النقيض تماما للمنهج العلمي، الذي يتم فيه وضع النظرية بناء على الحقائق وليس العكس، فكهنة داروين في بحث دائم عن الحقائق التي تثبت خرافتهم، مهما أثبت العلم زيفها!!.. وهذا الأمر ليس بدعة في تاريخ العلم، فقد حدث مثله مع خرافة الفلوجستين وخرافة الأثير وخرافة أشعة نانسي، وغيرها من الخرافات التي هيمنت كل منها على الوسط العلمي لسنين أو عقود وأحيانا لقرون (مثل خرافة الأرض مركز الكون)، ولكنها سقطت في النهاية وسحقتها أقدام التراكم المعرفي والتطور العلمي!

يحتاج الأمر لتفصيل أكثر، لهذا أنصح بشدة بقراءة هذا الفصل (يمكن تحميل كل كتب سلسلة عالم المعرفة من العديد من المكتبات الالكتنرونية).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر