المتابعون للمدونة

الخميس، 10 يوليو 2014

تجار دين!!


تجار دين!! 

هل تعلمون أن تهمة "تجار دين، يستغلون الدين للوصول إلى الحكم"، تهمة عمرها آلاف السنين في مصر، وأن الجزء الفاسد في مصر (فرعون وعسكره وكهنته وعصابته ومن اتبعهم من المغيبين) قد اتهموا بها سيدنا موسى؟

(قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ {78}) سورة يونس.

وهل تعلمون أن الوسيلة الموجعة للتعامل مع هؤلاء، كانت الحرب الاقتصادية:

(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ {88}) سورة يونس.

وقد استجاب الله تعالى لدعوة سيدنا موسى:

(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {130}) الأعراف

وطبعا قام إعلام فرعون بدوره الأزلي الأبدي، من اتهام موسى ومن معه بأنهم سبب كل كارثة تحدث في مصر:

(فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {131}) الأعراف

وانظروا العناد والتكبر:

(وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {132}) الأعراف.

وانظروا الابتلاء:

(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ {133}) الأعراف.

وانظروا رد فعلهم الخانع:

(وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ {134}) الأعراف

وانظروا كيف يعودون لغيهم ويخونون عهودهم:

(فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ {135}) الأعراف.

وأخيرا النهاية المحتومة:

(فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ {136} وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ {137}) الأعراف

واضح أن التاريخ يعيد نفسه دائما في هذا البلد، وأن هناك جينات فاسدة يتوارثها جزء من هذا الشعب، تعيد إفراز الفراعنة وأعوانهم من المجرمين وأتباعهم من الفاسدين والمغيبين في كل عصر!

لعل هذا يفسر التاريخ الأسود لهذا البلد، وكثرة كوارثه!

 

هناك تعليقان (2):

  1. مقال رائع ..
    جزاك الله خيرا

    ردحذف
  2. إن كان فرعون طغي
    فلنا بموسى الاقتداء
    إن كان فرعون بغى
    فلكل فرعون انتهاء

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر