المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 6 مايو 2014

طوفان لهفة


طُوفانُ لَهفةْ 

لا تَسأليني: هل يَجيءُ الحبُّ صُدفةْ؟.. وَسَـلِي التي خَطَفَتْ فُؤادي دُونَ رأفةْ!
أناْ مُذْ رأيتُكِ لَمْ أُفِقْ مِن دهشتي، هذا الذي يَجتاحُني طُوفانُ لَهفةْ
مِن ألفِ عامٍ كُنتِ غايةَ رحلتي، حتّى استكنْتِ بحِضنِ قلبي دِفءَ أُلفةْ
عيناكِ.. إنّي لا أصدّقُ ما أرى!.. حُسنٌ بديعٌ لم أَجِدْ في الشِّعرِ وصفََهْ
يَختالُ هذا الخالُ فوقَ الخدِّ، والمشتاقُ إنَّ ببسمةِ العينينِ ضَعفَهْ!
يرنو إليكِ بتَوقِ أَلفَيْ عاشقٍ وتَوَرُّدُ الأزهارِ في خدّيكِ عِفّةْ
لا تَفزعي، لا تَهربي بالوَردِ منّي، لم أُرِدْ بالشوقِ حينَ دَنوتُ قطفَهْ
***
هل كنتِ أحلى ما رأتْهُ قصائدي، أم ذا سرابٌ قد أضعتُ العمرَ خلفَهْ؟
أمْ أنَّ هذا العشقَ جِنٌّ مَسَّني، طالَ البعادُ وما استطاعَ الحزنُ صَرفَهْ!
ما زلتُ حينَ أراكِ أنسَى مَن أنا، والقلبُ مِن أشواقِهِ تَعروهُ رَجفةْ
والثغرُ يَهذي بِاسْمِ مَن أدمنتُها.. فلتُسعفيني لم أَجِدْ في الطِّبِّ وَصفةْ!
أَفنَى الغيابُ شبابَ صَبٍّ، ما أتَى لكِ حاملا زهرَ الربيعِ رَدَدْتِ كفَّهْ!
ما قُلتِها.. عذّبْـتِني مِن دُونِها.. ظَمَـأً قُتِلتُ ولَمْ أَذُقْ يا ثَغرُ رشفةْ!
هذا دلالٌ ممتعٌ، أم قسوةٌ، أم قد أَخذْتِ المَكرَ بالعشاقِ حِرفةْ؟!
يا زهرتي: قولي "أحبّكَ" همسةً.. في القلبِ مُرٌّ أكملي بالحُلوِ نِصفَهْ
ما قُلتِها.. للآنِ قَطْ ما قُلتِها؟!.. لا تَكتميها، أمّني الحيرانَ خَوفَهْ
لا تُسمعيها غيرَ قلبي يا أنا.. مَن يَملِكِ الدرَّ الثمينَ احتاطَ خَطفَهْ
إنّي أغارُ عليكِ، أنتِ يمامتي، يُرضيكِ أسْرِي لو عذرتِ القلبَ ضَعفَهْ
***
مِن بعدِ هذا العمرِ منذُ سكنتِـني، هل تَرجُمينَ الآنَ مَن يَهواكِ زيفَهْ؟
لا تُنكري هذا الذي مِن نَظرةٍ في بحرِ عينِكِ أغرقَ الطُّوفانُ طَوفَهْ
أناْ ذا أنا.. مجنونُ عشقِكِ ما وَعَى.. سلبَتْ جَناني مِن نَسيمِ الحُسنِ عَصفةْ
فبأيِّ ذنبٍ تَعتبينَ على الفَتَى؟.. قد باحَ رغمَ الصمتِ منذُ سكنتِ حَرفَهْ
أناْ إن صَمَتُّ فلستُ إلا عاشقًا، ناداكِ بِاسْمكِ نبضُ قلبي دونَ وقفةْ
مُذْ كُنتِ أنتِ غَرورةً بجمالِها، وأنا غريرٌ قلتُها مِن دُونِ كُلْـفَةْ
"إنّي أحبُّكِ"، والفؤادُ إليكِ غنّى.. هل سَمِعْتِ الآنَ بالأشواقِ عَزفَهْ؟
إن كنتِ تمتلكينَ قلبًا نابضًا ـ لا صخرةً ـ فلتُظهري لي الآنَ عطفَهْ

محمد حمدي غانم
4/5/2014

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر