المتابعون للمدونة

الجمعة، 7 فبراير 2014

فلأواصل غنوتي


فلأواصل غنوتي 

أنتِ لا تدرينَ شيئًا عنْ متاهاتِ الشَّجَنْ
أنتِ لَمْ تَسْـتسلمي للوهمِ في وادي المِحَنْ
لمْ يكُنْ عينيكِ حُزنٌ شادَ جدرانَ الزَّمَنْ
لمْ يكنْ يُبكيكِ لحنٌ مثلُ أنّاتِ الوَهَنْ
أنتِ لا تدرينَ شيئًا عنْ حبيبٍ مُرتَهَنْ

لا تَقولي الآنَ: "خُذني لليالي شاعرًا"
لا تقولي: "صُغْ لقلبي مِن جمالي لؤلؤًا"
لا تقولي: "تُه على تلِّ ابتساماتي وغَنّْ"
"اجعلِ الدنيا قصيدًا عن دلالي رائعًا"
"انثرِ الأحلامَ حولي قائلا للحُلمِ: كُنْ"

فَلْتجيـبي الآنَ قَبْـلُ: مَـن أنـا فِـي الحُـبِّ؟.. مَـن؟
لستُ جنّيًّا يُحيلُ الكونَ سحرًا بارعًا
لستُ مخدوعًا يُطوّحُه غرامُكِ كيفَ عَنّْ
لستُ عُمرًا ميّتًا في الوهمِ: سكّيرًا ودَنّْ
قَـدْ ذبحْـتِ القلـبَ يـومًـا.. لَـنْ يعــودَ الآنَ.. لَــنْ

جـاءَ دَوْرُكِ، فَـاغْـرَقي فِـي الحـزنِ دهـرًا واصمـتي
إنَّ هذا الصمتَ شِعرُكِ في عُيونِ الحِطَّةِ
إنَّ هذا الصمتَ نارُ الذكرياتِ جميلتي
فارتوي بالنا رِ وابكي واندمي وتفتّتي
إنَّ كلَّ عذابِ عُمرِكِ لن يُساوي دمعتي

احملي الأشعارَ وامضي قدْ وهبتُكِ آهتي
أشعليها في ليالي البردِ والحزنِ العَتِي
وانثري ذرَّ الرمادِ على صحاري لوعتي
واسكني بيتًا حزينًا هاربًا مِن غُربتي
أنتِ لنْ تتملّكيني، فاقنعي بقصيدتي

إنني أمضي سريعًا في دروبِ متاهتي
لنْ أعودَ إلى الوراءِ فقدْ رسمْتُ علامتي
كنتِ دربًا خاطئًا والآنَ أُكملُ سكّتي
كنتِ... كلا لمْ تكوني.. فَلْأُواصلْ غُنوتي
كانَ يا ما كانَ قلبٌ يحملُ الحُلمَ الفتي

.............................................................................
 

محمد حمدي غانم، 1999

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر