المتابعون للمدونة

الأربعاء، 19 فبراير 2014

تُـنبتُـني حكاياتُك


تُـنبتُـني حكاياتُك 

أحبُّكِ: لا أرى الأيامَ غيرَ بريقِ عينيكِ
وتَحملُني متاهاتي، وتُلقيني لِكفّيكِ
أنا مجنونُكِ المفتونُ، عُودي لي، حَنانَيْكِ


فأنتِ دِمايَ، حتّى لو يَضيعُ الدمُّ في النَّزْفِ
ورُوحي، تَنسجينَ العمرَ بالأحلامِ والعَزْفِ
وكلّي، يا أنا، أنتِ التي ألقَيْـتِني حَتْـفي!


شَرِبْتُ منابعَ النسيانِ، لمْ أزددْ سوى شوقِ!
تَدورُ طُيوفُكِ الغَرّاءُ مِنْ حولي ومِنْ فوقي
أُعانقُها فتُدميني، وتَخنقُني بلا طوقِ


وتنزفُني شراييني، فتُنبـتُني حكاياتُكْ
أراكِ على المَدَى نجمًا، وتَطويني متاهاتُكْ
أسيرُ، أسيرُ، لا أدري.. تُطوِّحُني مسافاتُكْ


وأبحثُ عنكِ في الأشياءِ والأحداثِ والناسِ
أراكِ بأعينِ الأطفالِ، والأفكارِ، والماسِ
أراكِ بضِحْـكةٍ خجْـلَى، وفي دَمْعِ النَّوَى القاسي


أحبُّكِ: أحملُ الآلامَ أُلقيها على نَفسي
أراكِ، فتُصبحُ الآلامُ كالأعراسِ في حِسّي
أخبّئُ للغدِ الآتي جُروحَ اليومِ والأمسِ


سيأتي يومُنا الموعودُ مِنْ طيّاتِهِ الصَّمّاءْ
وأُبْعَـثُ مِنْ قبورِ الصمتِ مُنتفِضًا كما العنقاءْ
أفتّشُ عنكِ في قلبي، وأبحثُ عنه في الأشياءْ!

سيَرصُفُ طَرْفُنا الطُّرُقاتِ، يَحملُنا إلى الآتي
ويُصبحُ دمعيَ الأنهارَ، والأطوافَ غُنواتي
وأَلمَسُ في يديكِِ الدِّفءَ يُؤويني إلى ذاتي


فكلُّ جحودِكِ الحيرانِ سوفَ يَضيعُ مَحْضَ دُخانْ
وتكتشفينَ أنِّي عُمرُكِ المطمورُ في الأحزانْ
وأنِّي لمْ أَزَلْ أشدو، وأنَّكِ أجملُ الألحانْ


فَكُوني مثلما تَبغينَ، إنّكِ سوفَ تأتينَ
سيندمُ قلبُكِ المغرورُ فوقَ ضريحِ ماضينا
ويبكي مثلما أبكي، وفي عَدْوٍ يُلاقينا


فتَـلقـانـا أمـانيــنا

 

محمد حمدي غانم، 1999

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر