المتابعون للمدونة

الخميس، 28 فبراير 2013

إجابة خاطئة جدا


إجابة خاطئة جدا 

كل شيء يبدو لي مفتعلا..
كان جميلا في البداية، ثم صار لزجا خانقا.
نعم أنا شاعر متمرد ورجل ملول..
وكانت هناك إجابة واحدة صحيحة فقط، هي التحرك للأمام، دون استهلاك مزيد من الكلام، فإني أمقت أن أعود إلى سجن الوقت.
لها صارت كل إجابة أخرى مجرد عبث!
وأنا أكره العبث، رغم أني أملك قلب شاعر عابث!
فهناك شيء في تكويني صارم جدا، محدد جدا، واضح جدا، وهو يبحث عن نظام ما يعيد ترتيب فوضاي..
وفي لحظة معينة ظننتكِ أنتِ هذا النظام، وكان هذا سر جمالك بالنسبة لي..
لهذا رفضت باستماتة السماح لك بأن تتحولي إلى فوضى.. حتى لو كانت جميلة!
يمكنك أن تقولي إنك أخذت صفرا من عشرة بمنتهى الجدارة! 

محمد حمدي غانم
28/2/2013

الأربعاء، 27 فبراير 2013

التقدم إلى الهاوية


التقدم إلى الهاوية 

مفهوم التقدم لدى معظم الناس لا يتعدى كلمة الرفاهية، والعيش في بيوت فخمة مليئة بالكراكيب وامتلاك سيارات وأجهزة أكثر، وارتداء ملابس مستوردة، وحصول أبنائهم على شهادات تبعدهم عن العمل اليدوي... إلخ.. وبهذه الطريقة تحول الوادي والدلتا إلى غابات قبيحة من الأسمنت وصرنا عاجزين عن إطعام أنفسنا، إضافة إلى فشلنا في التحول إلى دولة صناعية..

مع كل مدرسة ومصنع يبنيان في الوادي والدلتا، تدمر مساحات هائلة من الأراضي الزراعية، وتتحول إلى مساكن ومتاجر تبيع كماليات لا قيمة لها..

ما لم تضخ الدولة كل نقودها لإنشاء مدن سكنية وصناعية في صحاري مصر الشاسعة، فلن تتبقى أي أرض زراعية لنأكل منها.. الفلاحون يريدون أن يبنوا لأبنائهم في الطين، ويطالبون الدولة بتوفير أراضي جديدة ليزرعوها في الصحراء، وهذا أمر مقلوب ومستحيل اقتصاديا، وإن حدث فلن يذهبوا هم إلى هذه الصحاري لأنهم اعتادوا الرفاهية ويريدون خدمات كاملة أولا.. وهذا يعني أن المدن يجب أن تُنشأ في الصحراء أولا قبل استصلاح الأراضي الزراعية.

محاولة حل أي مشكلة من مشاكل الوادي والدلتا والعاصمة الآن لن تكون إلا استمرارا للجري المفرغ في متاهة المشاكل المعقدة التي لن تنتهي.. فكلما حلت مشكلة في القاهرة زادت جاذبيتها للسكان فأتى المزيد منهم وضخموا المشاكل أكثر!!.. وكلما حلت مشكلة في الوادي والدلتا، زاد النشاط التجاري والسكني مما يشجع على مزيد من تدمير الأراضي الزراعية!!

كل هذه مسكنات لمرض قاتل تزيده تدهورا!!.. والحل الوحيد في نظري، هو إنشاء عاصمة جديدة لمصر بين 6 أكتوبر والواحات، وإخراج نصف السكان من الوادي والدلتا للحفاظ على ما بقي من الأرض الزراعية، وحل مشاكل الازدحام والتلوث والمرور والسكن وغيرها من مشاكل مجتمعات الزحام.

نحتاج إلى تفكير ثوري بدون أي تأجيل، لأن الثورة كانت إنذارا بأننا تجاوزنا مرحلة المسكنات والحلول الجزئية والنظر تحت الأقدام.

لؤلؤة في الضباب


وتتعجبين من أنني قررت الوقوف هنا؟
كيف أسير إليك وقد طلبتُ منك مرارا إعطائي خريطة دربك، فرفضت بمنتهى الإباء؟
انتظارك لي حماقة مؤكدة، فأنا لا أعرف أين أنتِ لكي أجيءَ إليكِ!
فاعلمي إذن أني لن أبحث عن لؤلؤة قررت أن تختبئ عني بين الضباب.
فإما أن تمنحني خريطتها، أو لن أحرك ساكنا.

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

ليلة عاشق


همساتٌ لامرأةٍ ما

 

(4)

الشعرُ ليلةُ عاشقٍ غنّى لعينيها
والشوقُ لذةُ سَكرةٍ مِن كَرْمِ خدّيها
والدِّفءُ قلبٌ يرتوي في حِضنِ كفّيها
والحُمقُ ألا ينتهي عُمري حوالَيها


محمد حمدي، 2012

 

الاثنين، 25 فبراير 2013

غموض


لماذا أهتم بمن لا أعنيه؟
وكيف أحاصر من يتهرب مني؟
وأين أبحث عن حلم مجهول؟
وهل من العقل أن يتعذب المرء من أجل من لا يستمتع به؟
من بين كل هذه الأسئلة الحائرة، أنا الإجابة الوحيدة والحقيقة المؤكدة، ومن السهل على من يبحث عني الاهتداء إليّ.

الأحد، 24 فبراير 2013

غضب طفولي


أنا طفل لهوف وأنت حلوائي اللذيذة..
فكيف تطالبينني بالانتظار؟
لن أنتظر..
لا أستطيع..
إما الآن وإما فلا للأبد.

الجمعة، 22 فبراير 2013

كالطفلِ أنثرُ أحرفي


كالطفلِ أنثرُ أحرفي 

الشمسُ تلكِ جبيـنُكِ الوَضّـاءُ ... والبدرُ هذا الوجهُ يا حسناءُ
عيناكِ بحرٌ واسعٌ مِن فضّةٍ، متألقٌ أحلامُهُ غَـرّاءُ
أينَ الهروبُ من ابتسامتِكِ التي تَخبو جوارَ ضيائها الأضواءُ؟
أنَّى، وأنتِ يَزِينُ ثَغرَكِ لؤلؤٌ، فإذا ابتسمتِ تَـأَلُّـقٌ وبَهاءُ؟
عجبًا لهذا الثَّغرِ يَحرسُ لؤلؤا، هوَ مَطمعٌ، ومَذاقُهُ إغراءُ!
أيُغيثُهُ خدّاكِ؟.. كيفَ، وفيهما زهرٌ يتوقُ لِلَثْـمِهِ الشُّعراءُ؟
فإذا ابتسمتِ تطيرُ ألفُ فراشةٍ، وإذا ضَحِكْتِ تُغَـرِّدُ الأصداءُ
فَـرْعاءُ أنتِ رشيقةٌ كغزالةٍ، بينَ الحِسانِ جميلةٌ بيضاءُ
ما حيلتي؟.. أهواكِ، أنتِ أميرةٌ، ما كانَ مِثـلَكِ في الكمالِ نساءُ
لما وصفتُ الليلَ لم تدري بهِ، وظننتِ أنّي كاذبٌ بَـكّاءُ
فَلتَعذِريني، أنتِ نورٌ ساطعٌ، مُحيَتْ لديكِ الليلةُ الظَلماءُ
وأنا بِدونِكِ كوكبٌ في عُـزلةٍ، من دُونِ شمسٍ، لم يَسَعْهُ فضاءُ
أرجوكِ يوما أن تَزوري كوكبي، إنّي وحيدُ القلبِ يا حَـوّاءُ


عيناكِ أنتِ الهَـدْيُ والإغواءُ ... فيها الحياءُ إجابةٌ ونِداءُ
لما رأيتُكِ لم أصـدّقْ أنني تَرنو لِعَيني هذه الحَوراءُ
لا تبعدي، فالشوقُ طَـوَّقَ مُهجتي، أحلامُ عُمري مَوعدٌ ولِقـاءُ
في لُثغةٍ كالطفلِ أنثرُ أحرفي، علّ الفتى ضادٌ وإنّكِ ياءُ
تشكو إليكِ الحاءُ حرَّ صبابتي، وتجيءُ من بيتِ القصيدِ الباءُ
والصبُّ في ليلِ البعادِ مُلَوَّعٌ، فإذا رآكِ سَعَتْ إليه الراءُ
خطَّ الهَوَى في مُهجتي أمنـيّةً: في حِضنِ هذي الزايِ تَغفو الفاءُ
إني انتظرتُكِ في مكانِ لِقائنا، حـنَّ اللَّهوفُ لِمَنْ شَكَتْهُ الثاءُ
لا تَحسبي أنّي سأَلعنُ غُربتي، شينٌ شُرودي، في اشتطاطِكِ طاءُ
قالَ الذينَ تَعذّبوا مِن قبلِنا: بعد احتدامِ الحاءِ تدنو الظاءُ!
لا تَسأليني: مَن فؤادُكَ عاشقٌ؟.. ألفٌ ونونٌ خافقي والتاءُ
لا تَضجَري، ها عدتُ أجمعُ أحرفي، يَسمو الشعورُ وكلُّها أسماءُ
لا ليس عُـتبِي من تَمَـلمُـلِ عاشقٍ.. من كُدرةِ الغيماتِ يَهمِي الماءُ
ما زلتِ بهجةَ شاعرٍ مُتمرّدٍ، أنتِ انطلاقةُ طائرٍ وسماءُ
لا غَرْوَ أنّي هكذا متناقضٌ: أنتِ الدواءُ وأنتِ أنتِ الداءُ!


محمد حمدي غانم
22/2/2013

خليني أشوفك


خليني أشوفك

 

لما قلبي ف مرة يغلب عقلي لحظة

ابقى خليني أشوفك

أسرق الدهشة ف كسوفك

تعلى نبضاتي ف دفوفك

وأبتسم من كتر خوفك

رغم أني بردو خايف

 

صدقي نبضي اللي حالف

عايزك أنتي زي ما أنتي

قلبي شافك من زمان

لو بكيتي وابتسمتي

أنتي بستان الحنان

ترسميني بين حروفك

وأسألك رغم إني عارف

 

أنتي يا أحلى شفايف

ساكتة ليه ما تقولي حاجة

موش كفاية يبقى أحمر لون خدودك

موش كفاية إني سامع قلب ببعزف لحن عودك

ليه عنيكي بتستخبى من جمالها بين رموشك

والخجل عني يحوشك

يا اللي هربانة ف شرودك

اعبري ف لحظة حدودك

وافردي لحلمي كفوفك

واوصلي لقلبي اللي راجف

 

 

يا اللي سحرك قلبي خاطف

لسة ليه ع الماضي باكية

وف عنيا حضن دافي

بلسمي للجرح شافي

يبقى ليه مني تخافي

مانتي عارفة إني بحبك

أي ما كانت ظروفك

مهما كان الحزن عاصف

فبعنيكي لسه شايف

 

محمد حمدي غانم

20/2/2013

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

كأنني أكتبها


كأنني أكتبها
إلى بطلة هاربة من أوراقي 

وأنا أكلمها، أشعر أني أكتب حوار أجمل قصصي..
هي تلك البطلة التي كانت تحاورني من سنوات في خيالي..
كأنها خرجت من خطوط قلمي.. كأني أنا من يضع على شفتيها كلماتها!
تيار مذهل من التناغم.. من التواصل الناعم.. من الراحة والسكينة.. كأني أكلم ذاتي التي تسكن حضني.
هل هي بهذه الروعة حقا؟.. أم أنها بارعة إلى حد أن تجعل من نفسها كل ما أتمناه؟
أم أنني أنا بجماليون الذي تحولت أبدع امرأة نحتها إلى أنثى تنبض بالحياة والدفء؟
أتراها غادرت للتو إحدى قصصي وقررت أن تتجسد لي؟
لكنها ليست قصة.. لا ليست قصة!
أنا أعرف أنها حقيقة أجمل من كل حقيقة، وأروع من كل قصة.. وأبعد من كل خيال!
حقيقة لم أرَها ولم أسبر أغوارها، تكاد لا تختلف كثيرا عن الوهم!
كأنها جاءت من نفس بلاد المستحيل التي تفتنني دوما وتعذبني.. وتلهمني.. وتسعدني وتشقيني..
فتصنع بذلك أجمل قصة وأروع قصيدة..
وتترك ألف تمثال لامرأة أجمل من كل الأساطير.. تصنع الأساطير..
وتذهب إلى حيث تولد الأقمار، وتمتزج العطور، وتصدح الطيور بأعذب القصائد، وتَذهَـلُ عقول الرجال دون قطرة خمر واحدة..
تذهب وتغيب في عليائها.. أبعد من كل ما تطوله يد أو يلمسه خيال..
تذهب وتبقى: ذكرى وفكرة.. قيدا وإبداعا.. دمعة وبسمة.. خوفا ولذة.. ومرارة ولذعة وحلاوة.
هذا المزيج الذي يصنع ذلك الشعور السامي المجرد، الذي قدره الخلود المعذب.
تذهب وتنسى قبل أن ترحل، أن تترك قلبا تعلق بأهدابها، وتركني وراءه شاخصا أنتظر هاهنا وحدي..
إلى الأبد! 

محمد حمدي غانم
19/2/2013

 

سارقة الألوان


سارقة الألوان


حَسْـبُكِ لا تَقـتربي 
iiأكـثرْ        منّـي  يا طُـوفانَ iiالسُّـكَّرْ
أناْ  طفـلٌ يَضحكُ 
iiجَـذلانا        قلـبي فـي النشـوةِ ii
يتبعثرْ
إنْ يَـنْجُ مـن اللـذّةِ 
iiيَنـدمْ        إنْ يَغرَقْ في شَهدِكِ ii
يَسكَـرْ
مـا  هذا؟.. أنتِ 
iiمُخـادِعةٌ        لـكِ وجـهٌ فتـانٌ ii
يَسحَـرْ
وجـمالُكِ يَسـرِقُ 
iiألـواني        كـي  يَرسُمَ إبداعَ ii
المنظـرْ
فـربيعٌ فـي عينِكِ 
iiأزهَـرْ        والكحلُ  على هُدْبِكِ ii
أسمـرْ
والزهرُ  على خَـدِّكِ 
iiأثمـرْ        والـنَبقُ على ثَغرِكِ ii
أحمـرْ
والشَّعـرُ كـشـلالٍ أسـودَ        مَعقـوصٌ  بشريطٍ 
ii
أصفـرْ
وحـياؤكِ مِن طُـهرٍ 
iiأبيضَ        وحـنانُكِ مِن قلبٍ ii
أخضـرْ
يـا  سـارقةً لا تَـبتـعدي        فـأنـا مـجنـونٌ 
ii
أتـهوّرْ
أعطـيني ألـوانـي 
iiحـالا        إنّي  مِـن حُسـنِكِ ii
أَتذمَّـرْ
هـاتـيها فـورًا 
iiهـاتيـها        إلاّ قـدْ أعـذرَ مـن ii
أنـذرْ
هـاتيها وابـتعـدي 
iiفـورًا        أنـاْ  أخشى طُوفانَ ii
السُّـكَّرْ
فـاقتربي  مِـترًا لا 
iiأكثـرْ        وابـتعدى  شِبرا لا ii
أَقصَـرْ
وانتظري كي أحسِمَ 
iiأمـري        إنّـي  في حُسـنِكِ ii
أتحيّـرْ
أَضَحِكْتِ 
 أَمِ الحُورُ ii
تُغـنّي؟        أم  ثَغرُكِ مِن عَذبِ الكَوثرْ؟
هـل أنـتِ عُطورٌ 
ii
تَتَبخَّـرْ        أم أنـتِ غـزالٌ يَتَبَخْتـرْ؟
هـل صادَكِ سَهمي،
 أم أنّي        أحتـاجُ  إلـى حظٍّ i
أوفَـرْ؟
من أنتِ أجيبي مَن أنتِ،
 الـ        ـحُلـمُ بِبُستـانِكِ قدْ ii
أثمَـرْ
وأراكِ كَأشـهَى 
iiفـاكهـتي        وأنـا جـوعانٌ ii
أَتَـضَـوَّرْ
فاقتربي، لا،
iiبـل فابتعـدي        مـجنونٌ قـلبي لـو ii
قَـرّرْ
إنْ يَـنْجُ مِـن اللّـذةِ 
iiيَنـدمْ        إنْ يَغرَقْ في شهدِكِ iiيَسكَـرْ

محمد حمدي غانم

17/2/2013

الأحد، 17 فبراير 2013

لا أعرفُ لكني أعرف!


لا أعرفُ لكني أعرف

بداخلي إحساس قصيدة تائهة في صمت ممتع، لم تبنت كلماتها بعد..

لعلها أيضا حائرة تسأل: مَن أنت؟

 

يا أنثى وُلِدَتْ مِن صمتي
كلماتي مثلي تائهةٌ
حائرةٌ تَسألُ: مَن أنتِ؟
في أيِّ مغاراتي كُنتِ؟
من أيِّ مناراتي جِئتِ؟
ماذا من قلبي قد رُمتِ؟
هل أنتِ بقلبي ماثلةٌ؟
هل حقا مثلي أُغرِمْتِ؟
يُرعبُني لا أعرفُ إلا
أنّكِ في حقّي أَجرَمْتِ!
فالعشقُ يُذوّبُني شوقا
لا أعرفُ ما يحدثُ حقا
بالسحرِ فؤادي أَفعَمْتِ
أتُراني أعشقُ ساحرةً؟
مِن قُمقمِ أحلامي مَرَدَتْ؟
مَسحَتْ من أُفقي نَجماتي؟
زَلزلَتْ الدنيا من تَحتي؟
بَرَقَتْ في كلِّ مساءاتي؟
يَكفيكِ الهَزْلُ مُضيّعتي
أرجوكِ أجيبي أسئلتي
ناديتُ ولم أنطِقْ حرفا
أم أنكِ لستِ بسامعتي؟
هل دغدغَ قلبَكِ إحساسي
لمّا غنّيتُ برائعتي؟
لما ناجيتُكِ فاتِنتي؟
لما نَصّبتُكِ مُلهمتي؟
وجعلتُكِ مَغزَى أشعاري؟
ومنحتُكِ أرفعَ أوسمتي؟
لا لستِ قَصيدًا أكتـبُهُ
أو حرفا نَزِقا أشطـبُهُ
أو فِكرًا ظَلْتُ أُقـلِّـبُهُ
أو نَغمًا يَرقصُ في صوتي
يَسألُ ملهوفا مَن أنتِ؟
لا أعرفُ، لكنّي أعرفُ
أنّي في مَدِّكِ أنجرفُ
يَهوِي شلالي في نهرِكِ
نهري من نَبعكِ يَغترفُ
لا أعرفُ، لكنّي أعرفُ
أنّي محمومٌ أرتجفُ
أهذي بالحبِّ بلا صوتٍ
وفؤادي عنّي يَعترفُ
هاتي تِرياقي ساحرتي
تَعويذةَ حبٍّ يَخلـبُني
داويني مِن نفسي إنّي
فَوضَى إحساسي تُتعبُني
أقصاني الحُلمُ وقَرّبَني
منّاني العشقُ وأَرهبَني
غاباتُكِ تَكبُرُ في قلبي
أناْ أبحثُ عمّنْ يَصحبُني
في رحلةِ بحثي عن أنثى
تائهةٍ عنّي في حِضني
هل حقا لا تَعرفُ أنّي
الشوقُ يُمزّقُني مِنّي؟
وطيورُكِ تَهوِي جارحةً
وتُحاولُ منّي تَختطِفُ
لا أعرفُ لكنّي أعرفُ
أنّي عن دربي أنحرفُ
وإليكِ أميلُ بلا حَدٍّ
خارجَ أفلاكي أنقذفُ
فيتوهُ مكاني عن وقتي
إنّي أتناثرُ يا أنتِ
نجماتٍ تُولدُ في صمتِ
تلمعُ في تيهِ فضاءاتِكْ
تغمرُ بالدفءِ مساءاتِكْ
تَنبضُ أضوائي في ذاتِكْ
هل تلك النبضاتِ سمعتِ؟
هل مثلي بالدفءِ شعرتِ؟
هل تلك النجماتِ رأيتِ؟
حائرةً مثلي تائهةً
تسألُ في لَهَفٍ: مَن أنتِ؟
ماذا من قلبي قد رُمتِ؟
يا ويلَكِ إن أنتِ كذبتِ
يا ويلَكِ منّي إن خُنتِ
قاتِلتي في التوِّ أجيبي
كي أخرجَ من بحرِ لهيبي
إنْ كنتِ لِحُبّي أَذعَـنْتِ
مَن يعلمُ سرَّكِ يا أنتِ؟


محمد حمدي غانم

16/2/2013

 

السبت، 16 فبراير 2013

الطفلة والشموع


الطفلة والشموع

كالطفلة التي تلهو راحت تشاكس الآخرين..
كان الكلّ منهمكا في إشعال الشموع على الطريق المظلم الطويل..
وكانت مغرمة بأن تنفخ الشموع لإطفائها، وهي تضحك..
وأغضبهم هذا.. جعلهم يستشيطون..
انهالوا عليها باللوم والتقريع، وطاردها البعض لعقابها..
ولم تجد أمامها إلا أن تختبئ في الظلام..
حيث بين الفينة والفينة، تشن بعض هجماتها العابثة. 

كانت جيوبها مليئة بالشموع.. ولكنّها لا تملك ما تشعلها به!
وهكذا اعتادت عيناها الظلام!
ولم تعد روحها تخشاه.. بل يبدو أنّها أحبّته!
استوطنته ومازجته وتسمّت به..
مع أنّه لا شيء فيه يناسبها!
فهي أولا وأخيرا تنتمي إلينا..
إلى النور. 

كانت جيوبها مليئة بالشموع.. ولكنّها لا تملك ما تشعلها به!
بيد أنّها لو فكّرت قليلا، فستكتشف أنّها بدلا من أن تنفخ شموع الآخرين لتطفئها، تستطيع أن تقتبس منها الضوء لشموعها..
ليقتبس من شموعها الآخرون الضوء لشموعهم..
وآخرون وآخرون وآخرون... لما لا نهاية..
ليسير الجميع في النور والأمن.. والسلام. 

فمتى ستوقف الطفلة عن عبثها؟
ومتى تطرد الظلام من داخلها.. ومن حولها؟
ومتى ستساهم في إنارة دربنا بشموعها؟
متى ستترك الآخرين للعمل على طريقتهم، وتنهمك هي في العمل على طريقتها؟
الجواب يعود إليها... كالعادة. 

هذه شمعة وحيدة في الظلام..
وقد أنرناها من أجلها..
ونظنّها تعرف جيدا، ما يجب أن تفعله بها.
نرجو فقط ألا تستسلم لعنادها وتنفخ هذه الشمعة! 

محمد حمدي غانم
أكتوبر 2003

الجمعة، 15 فبراير 2013

أُنثايَ أنتِ


أُنثايَ أنتِ

 

يا زهرةً بينَ الصخورْ ... آلامُنا كأسٌ تَدورْ
والحزنُ بركانٌ يُثيرُ كُنوزَنا، والنارُ نورْ
مهما غَصَصْـتِ بدمعةٍ، عيناكِ في كِبْـرِ الصقورْ
وهُما أرقُّ يمامةٍ قد حَوَّمَـتْ حولَ البُدورْ
حَطَّتْ على كفِّي، جريحٌ قلبُها، حُـزنًا يَمورْ
فَحَضَنتُها في لهفةٍ، دَثَّرتُها دِفءَ الشعورْ
حتّى استكانَ عذابُها، وَكَسَا مُحَّياها السرورْ
لم أَدْرِ أنْ أحببتُها، أنْ مازجَ الظلَّ الحَرورْ
لم أدرِ إلا أنْ غَدا قلبي لها أغلى المُهورْ
فشَدَوتُ مَشدوهًا بِشِعري، مُزهِرًا أحلى العُطورْ
يا رَوعةً تَجتاحُـني غنَّتْ بأشواقي الطيورْ
مِن ألفِ أَلفَيْ حِقبةٍ، أهواكِ في كلِّ العصورْ
أُنثايَ أنتِ، تألقَتْ في حُسنِها مِن بينِ حُورْ
هيّأتُ قلبي منزلا وحرقتُ أعوادَ البَّخورْ
هاتي حَنانَكِ أَقبلي، أَوفِي لِحُبّي بالنُذورْ
ما زالَ قلبُكِ تائهًا؟.. شِعري إشاراتُ المرورْ!
ما كانَ قلبُكِ جاهلا، وسمعتِ نَبْضاتي تَـثورْ
فعلمْتِ أنّي عاشقٌ وقرأتِ ما بينَ السطورْ
أهواكِ آسرتي، نعمْ أهواكِ بالقلبِ الغيورْ
أهفو إليكِ كَغَيمةٍ تَهمِي بإحساسي الطَّهورْ
أناْ في غرامِكِ مثلُ طفلٍ حَولَ حَـلْوَائي أدورْ
لا تَتركيني أشتهي، لا تَنهَري الطفلَ الجَسورْ
أَسعَى إليكِ مُغامرًا، لا تَقطعي كلَّ الجُسورْ
قُولي "أحبُّكَ" مرّةً واسْـقِي مِنَ الشهدِ البُحورْ
قُولي "أحبُّـكَ" مرتينِ لِتَعبُري بي ألفَ سُورْ
قُولي "أحبُّـكَ" عَشْـرَ مرّاتٍ لِيُسكِرَني الحُبورْ
قُولي "أحبُّـكَ" لا تَملّي إنّني خِلٌّ صَبورْ!
قُولي ولا تَستكبري وَدَعِيكِ مِن هذا الغُرورْ!


محمد حمدي غانم

15/2/2013

 

الخميس، 14 فبراير 2013

دوت نت والمهام منخفضة المستوى


س: هل بإمكان لغات دوت نت صناعة برامج لتقسيم القرص الصلب Hard Disk مثل Partition Magic أو صناعة برامج يمكنها التعديل علي إعدادات تشغيل الجهاز BIOS؟

 

ج: يحتوي إطار العمل على مكتبة ضخمة من الفئات التي تتيح للمبرمج معظم إمكانيات نظام تشغيل الويندوز.. وأي إمكانية لا تتيحها هذه المكتبات، يمكن الحصول عليها باستدعاء دوال API مباشرة.. لذا قد يكون من الممكن الحصول على معلومات عن القرص الصلب وإعادة تقسيم بعض أجزائه Format وما شابه، لعمل برنامج يشبه نسخة الويندوز من Partition Magic.. والحقيقة أنني لم أحاول البحث في هذا الأمر، لسبب رئيسي: ما الفائدة؟.. هذه البرامج موجودة بالفعل، ولا يوجد جديد يمكن تطويره فيها، وليس من الذكاء إعادة اختراع العجلة!

لكن تظل هناك مشكلة، أنّ أي برنامج مكتوب بدوت نت، يجب أن يعمل على نظام تشغيل عليه إطار العمل.. وهذا معناه أنك لا تستطيع تشغيل هذا البرنامج على نظام الدوس DOS، وبالتالي لا يمكنك عمل برامج منخفضة المستوى مثل نسخة Pration  Magic التي تعمل على الدوس، والتي بدونها لا تستطيع تقسيم الجزء الذي يعمل عليه الويندوز من القرص الصلب، لأن الويندوز لن يسمح بالعبث به وهو يعمل.

أما بخصوص إعدادات تشغيل الجهاز BIOS فهي جزء حساس للغاية لعمل الجهاز، لهذا يتم تخزينها في اللوحة الأم Motherboard الخاصة بالجهاز، وإن تم محوها، فتحتاج إلى أجهزة خاصة لإعادة شحنها (كنا نذهب للنخيلي في القاهرة لهذا الخصوص قبل أن تتاح بعض هذه الأجهزة في أماكن أخرى).. وقد كان هناك فيروس اسمه تشرنوبيل ينشط في يوم ذكرى انفجار مفاعل تشرنوبيل الروسي، ويمحو ذاكرة الـ DIOS.. ولحسن الحظ أنه لم يعد يشكل تهديدا منذ أكثر من عشر سنوات.

وتتيح بعض الشركات المصنعة للوحة الأم بعض الأوامر للتعامل مع بعض إعدادات BIOS.. على سبيل المثال، تتيح شركة DELL بعض الأوامر تسمى omconfig تجد بعض التفاصيل عنها هنا:


وربما تجد طريقة في دوت نت لكتابة هذه الأوامر في ملف أوامر وتطلب من الويندوز تنفيذه.. لكن عليك أن تتذكر دائما أن دوت نت منصة تحمل لغات برمجة عالية المستوى High Level وأنها تعلو حتى على مستوى نظام التشغيل بفضل وجود طبقة إطار العمل، لهذا من الخطأ محاولة إنزالها لمستويات أدنى لتنفيذ مهمات منخفضة المستوى.. لغات دوت نت توصف بأنها RAD أي لغات التطوير السريع للتطبيقات Rapid Application Development، وهي تتفوق في برامج الويندوز وقواعد البيانات والشبكات ومواقع الإنترنت والوسائط المتعددة.. أما برامج التي تتطلب النزول تحت مستوى الويندوز، فلها لغات برمجة أخرى.

 

الأربعاء، 13 فبراير 2013

أقنعة الحياة


من رواية حائرة في الحب:


الحياةُ هي الحياة، ولكنّ مشاعرَنا هي التي تضعُ لها أقنعَتَها المُخْتلفة.

مزيّفةً؟.. وقتيّة؟ ـ وماذا في عمرِنا ليسَ بوقتيّ؟!

ولكنَّا نحبُّها سعيدةً، ونخافُ من أقنعتِها العابسة.

كيفَ تعرفينَ أنّكِ تُحبّين؟

إذا سألتِ نفسَكِ هذه الأسئلة، واستطعتِ الإجابة عنها ـ أو حتى لم ـ فتأكّدي أنّكِ في طريقِ مغامرةٍ من الحبِّ لا نهائيّة:

·     هل ارتدتِ الحياةُ قناعَ السّعادةِ فجأةً، وبلا مبرّر؟.. لذيذة؟.. دافئة؟

·    هل الأشياءُ التافهةُ المملّةُ أصبحتْ غامرةً بالمعاني؟

·     هل تتمنّينَ أن يمرَّ الوقْتُ ببطءٍ لأنّه جميل، وفي نفسِ الآنِ تتمنَّيْنَ أن يمرَّ بسرعةٍ، حتَّى يتحقّقَ الحلمُ الجميل؟

·     هل هناكَ (شخصٌ ما)، مثلُ كلِّ البشرِ في كلَّ شيء، تشعرينَ أنّه يختلفُ عن كلِّ البشرِ في كلَّ شيء؟

·     هل عيناهُ زاخرتانِ بالسّحر؟.. بسؤالٍ عجيبٍ لا جوابَ له؟

·     ماذا فيهما يختلف؟.. لماذا يجذبانِ القلبَ فيخفُقُ بلا تواني؟

·     كيفَ تحملانِ كلَّ هذه السّعادةِ وكلِّ هذا الدّفْء؟.. كلَّ هذه المعاني الحُلوة؟

(مجموع الدرجات: ألفُ دقّةِ قلب!)

 

الاثنين، 11 فبراير 2013

ضميني من غير ما ألمسك


ضميني من غير ما ألمسك 

خليني أشوفك مرة واحدة
لو حتى كانت من بعيد
أنا قلبي كان عصفور وحيد
وف حزنه مسجون من زمان
بيغنّي من خلف الإزاز
من خلف قضبان الحديد
عطشان لحبات المطر
ولا يوم على بالك خطر
إنك خطر.. متحبهوش!
وتحطمي حلمه الوليد!
آه بس لو أصعب عليكي
وتطيّبي جرحي بإيديكي
أنا كنت أصير إنسان جديد
أيامه حلوه، حياته عيد
 
ياه يا قمر
دا أنا نفسي أطولك من زمان
تشرق لي وتنور غيطان
تهدم حواليا الحيطان
وتبدد البرد الشديد
 
يا حلوة يا سايقة الدلال
هاتي براءة بسمتك
دليني أمشي ف سكتك
ولو اللقا أصبح محال
خليني بس أتنسمك
وأرسم جمالِك في الخيال
ضميني من غير ما ألمسك
عايزك بعيدة قريبة
سامعاني من غير ما أهمسك
صمتك أغاني جوه قلبي وضحكتك موال
وإن خُفتي من كتر البعاد
هابعت لليلك يحرسك
قلبي اللي باح لك بالغرام من غير ما قال
واستنى مطمن وخايف
فجاوبتي من غير السؤال
عن 100 سؤال 

الحلم في ليل الهوى بيبدأ هلال
لو ليله ضاع من غير ما قلبك يسهره يصبح زوال
والشوق نضال
من قلب عايز يبتدي
يقطف عناقيد الأمل
طابت ف بستان الجمال
أو يشرب الخمرة الحلال
 
أنا شوفت من بين التلال
أجمل غزال
ماشي ومعاه النهر سال
شلاله من فوق الجبال
عذب وزلال
وأنا نفسي أشرب من زمان
عطشان وخايف أقترب
ليفر من خوفه الغزال! 

يا خايفة من كل احتمال
الهجر فاق الاحتمال
بحلم أشوفك من زمان
بستان حنان
فدادين أمان
أمنيّة دافية وابتهال
 
يا اللي أنت خايفة من الهوى
لأ ما تخافيش
غيرك مفيش
لو أنتي حابة، أنا بعشقك
منتيش منيش!
وَيّاكي لحظة أنا نفسي أعيش
وأحرس جمالك م البشر زي الشاويش
واياكي يوم سهمك يطيش
أنا قلبي ملهوش حد غيرك
مليان جنون
مسجون ما بين حكمة وطيش
خبيني حلم ف بسمتك
خليني أطهر حاجة تسكن دنيتك
وتشوف بنورك
وإن كنت يوم غلطة ف ضميرك
متحبنيش
أنا كنت يوم بحلم أطير بجناح وريش
بس الفضا ما استنانيش
بعدت بعيد عني السما
مستسلمة
ولقيتني واقف وحدي فوق أرض العدم
من غير ندم
مستني إنك تيجي تاني يمامة ف عينيك السما
متبسمة
شفتيني ولا مشفتنيش؟
 
يا بعيدة وأنت قريبة
شيلي الحواجز كلها
خليني أبعِد لما أطير
لكني مطمن مفيش
ولا حاجة عنك تمنع القلب الرجوع
أنا عايز أهرب من حدود الأسئلة
وأعطش وأجوع..
للمستحيل
محتاج أقول لك ألف مرة أنا بعشقك
لكني متحنط قتيل
ما أنتي اللي عارفه إن القدر
بيوزع الحزن ف كاسات
يسقيها لقلوب البشر
ويا ريته كان قلبك حجر
علشان عليّا ما تحزنيش
لما أتوه عنك ف ليل
سامحيني يا ضي القمر
ف عينكي بركان الهوى لما انفجر
ما قدرش يوم يستحمله قلبي العليل 

محمد حمدي غانم
11/2/2013

صفحة الشاعر