المتابعون للمدونة

الأحد، 24 مارس 2013

اقطعوا رأس الأفعى


يا د. مرسي.. يا شباب.. اقطعوا رأس الأفعى.. مبارك وعصابته 

يستطيع كل منا بملاحظة بسيطة، أن يكتشف أن من يموتون ويقتلون وتسيل دماؤهم منذ قيام الثورة وإلى الآن هم أبناء الشعب المصري، بينما المجرمون الذين قامت ضدهم الثورة أصلا لم يصب واحد منهم بخدش، ولم يعدم ولا واحد منهم، بل والأدهى أنهم يحصلون على البراءة وحدانا وزرافات، وخرجوا من السجون ليتنعموا في أموالنا المسروقة، ويواصلوا التآمر لإفشال الثورة وقتل الشعب المصري وإغراقه في المشاكل التي تسقط الحكومة والرئيس المنتخب!

والحقيقة أنني لم أسمع من قبل عن ثورة بهذه السذاجة، تترك أعداءها يعبثون ويعيثون في الأرض فسادا، بل وتترك لهم كل وسائل الإعلام يبثون عبرها الفتنة ويحرضون على الانقلاب على النظام الحاكم عيانا جهارا ليلا ونهارا، وباستخدام نفس المذيعين الذين كانوا يحرضون على قتل الثوار في ميدان التحرير أثناء الثورة!

لقد منح الشعب المصري هؤلاء المجرمين فرصة عمرهم بعدم الانتقام منهم انتقاما دمويا منذ بداية الثورة، ولكنهم بدلا من أن يشكرونا على هذه الطيبة وهذا التسامح، قرروا الاستمرار في تعذيبنا وقتلنا وحرق ممتلكاتنا وإغراقنا في الأزمات!!

وأخطر ما في هذا الوضع، أنه أوصل رسالة واضحة للجميع أنه لا يوجد قانون في مصر، وأن الغلبة للأقوى، وأنه لا يعاقب إلا الضعفاء، بينما قانون فتحي سرور وشرطة العادلي وقضاة مبارك ما زالوا يحمون المجرمين.

وهذه الرسالة وصلت إلى أطراف عديدة:

-  وصلت لصغار البلطجية ومن على استعداد ليكونوا بلطجية من ضعاف النفوس من الشعب المصري، ليتجرأوا على حرمات الشعب بالخطف والسرقة، فزادت معدلات الجريمة، خاصة في ظل تقاعس الشرطة، التي تعاقبنا على ثورتنا على ظلمها.

-  كما وصلت الرسالة إلى كل أعضاء عصابة المخلوع بأنهم في أمان ولن يطالهم أحد، فظلوا على ولائهم لزعماء العصابة وتنفيذ مخططات الثورة المضادة، وبهذا ظلت مؤسسات الدولة ضد الرئيس الشرعي المنتخب، وعلى رأسها الإعلام والشرطة والقضاء والجهاز الإداري الفاسد، إضافة إلى لصوص الأعمال الذين لم يبخلوا بأموالنا المنهوبة في تمويل الثورة المضادة.

-  وكذلك وصلت الرسالة إلى الشباب، بأنه لن يأخذ حقه بأي وسيلة قانونية، لأن الحقيقة التي لا نستطيع إنكارها أن من قُتلوا منهم بعد الثورة لا يقلون عمن قتلوا منهم أثناءها، بل إن من قُتلوا في أحداث محمد محمود أكثر ممن قتلوا في موقعة الجمل، ولا هذه ولا تلك عوقب فيها أحد حتى اليوم!

وقد ترجم الشباب هذه الرسالة بطريقة خاطئة، ووجهوا غضبهم لحرق مؤسسات الدولة ومقرات حزب الحرية والعدالة ومقرات الإخوان، دون أن يعلموا بهذا أنهم يخدمون الثورة المضادة ومصالح الفلول الذين قتلوهم وما زالوا يقتلونهم حتى اليوم، بمساعدة الخونة من الشيوعيين والفوضويين وعملاء الغرب من العلمانيين الممولين من الخارج!

لهذا أحب أن أوجه رسالتين هامتين لعلهما تنهيان هذا الوضع العبثي، الذي نجحت فيه الثورة المضادة تقريبا في نسف الثورة من داخلها:

 

الرسالة الأولى إلى رئيس الدولة د. محمد مرسي:

لقد قدّرنا حكمة الإخوان في عدم جر البلاد إلى أي مواجهة مع الجيش في الفترة الانتقالية، لأن خسارة جيش مصر معناها خسارة مصر كلها.. لكن بعد وصولك يا د. مرسي إلى الحكم وقدرتك على اتخاذ القرارات الحاسمة بصورة شرعية، لم يعد هناك داع للتأخير.. أعرف أن الشباب الغرير وقفوا ضدك حينما أطحت بأحد أذرع الفلول القوية وهو النائب العام السابق، فانساقوا لمهاجمتك تحت تأثير مخدرات إعلام الفلول وخيانة البرادعي وحمدين وعمرو موسى وسيد البدوي ومن حولهما من المرتزقة، ولكني ألومك في التأخر في قطع رأس الأفعى نفسها.. فلن يهدأ أي شيء في البلد طالما ظل مبارك وسوزان وجمال وعلاء والعادلي وصفوت الشريف وفتحي سرور وأحمد عز (.... إلى آخر العصابة) على قيد الحياة.. ومحاكمتهم بتهم تستحق الإعدام أمر لا يستحق العناء، فجرائمهم متراكمة عبر ثلاثين عاما من الخيانة العظمى والقتل والتعذيب والسرقة، فما عذرك في التأخر عن هذا؟.. وأين دورك في إخراس إعلام الفتنة، الذي تسيل دماء الأبرياء بسببه كل يوم، وتُحرَق ممتلكاتهم ويختطف أبناؤهم؟

وإن لم تتدخل الآن لكي تفرض الدولة القانون على الجميع مهما كانت النتائج، فمتى ستتدخل؟.. حينما يخرج الإسلاميون عن صبرهم، ويقتنع الجميع بأنه لن يأخذ حقه أو ما يظنه حقه إلا بيده، فتنهار الدولة، ونتحول إلى غابة، إن نجح الجيش في السيطرة عليها بالقتل والرعب فسنعود إلى عصر دموي أسوأ مما كنا فيه، وإن فشل الجيش في السيطرة على الوضع فسيكون معنى هذا تفتته وانهياره وضياع مصر كلها؟

يا د. مرسي: اقطع رؤوس مروجي الفتنة الآن، فحياة 85 مليون إنسان أهم من حياة مئة كلب أو أقل!

 

والرسالة الثانية إلى كل شاب غاضب ينجرف وراء الفوضويين والشيوعيين والفجرة المخربين:

إن كان هناك من خدعك وأوهمك بأن لك ثأرا مع الإخوان ـ وهم أناس مسالمون ولا علاقة لهم بجرائم نظام المخلوع وعصابته التي ما زالت متجذرة في الشرطة والقضاء والإعلام ـ فإن لك بالأحرى مليون ثأر مع مبارك وعصابته ولصوصه.. فأيّ الثأرين أولى بأن تأخذه أولا؟

لماذا لا تذهبون للمطالبة بالثأر من رؤوس عصابة مبارك مباشرة وترونا ماذا ستفعلون معهم؟

ولماذا لا تبدأون بالقائمة السوداء التي كتبتموها أثناء الثورة، ووضعتم فيها الإعلاميين الذين حرضوا على قتلكم أثناء الثورة؟.. أم نسيتموهم؟

وفي هذا وذاك، اسألوا أنفسكم: من مِن مصلحته إنساءكم أعداءكم الحقيقيين وثأركم الحقيقي، ويقودكم كالمغيبين عن الوعي لمهاجمة الإخوان ومقراتهم لخدمة المخلوع وعصابته؟.. وهل فعلا يستحق هؤلاء أي ثقة؟

 

باختصار أقول للجميع: الثورة يجب أن تصحح مسارها الآن، وإلا فستسيل الدماء أنهارا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر