المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 26 مارس 2013

لا يفل الإعلام إلا الإعلام


لا يفل الإعلام إلا الإعلام

 

متى سينشئ الإسلاميون قنوات منوعات ودراما عائلية تتخللها برامج سياسية، ليستطيعوا مقاومة قنوات الفلول التي تجتذب المشاهدين بالأفلام والمسلسلات وبين ذلك يقدمون برامجهم السياسية؟

هل المشكلة في تحريض قنوات الفلول على العنف وتشويههم للإسلاميين وتهجمهم على الرئيس، أم المشكلة تكمن في أن هناك بالفعل جمهورا كبيرا يشاهدها وبالتالي يتأثر بما تقدمه؟

أليس الأولى إذن أن نبحث عن سبب شعبيتهم، ونبدأ في منافستهم، لكي نحيّد تأثيرهم على المواطنين؟

وما العيب في إنشاء قنوات عائلية تقدم أفلاما ومسلسلات عربية وأجنبية خاضعة لرقابة جيدة تتخير المفيد والممتع بعيدا عن الابتذال والفحش، وتحذف كل ما يخدش الحياء ويخالف العقيدة، حتى لو كانت هناك بعض التجاوزات مثل الممثلات السافرات، إلى أن يتم إنتاج دراما أكثر التزاما؟

وهل سيكتفي الإسلاميون بالقنوات التي تقدم محاضرات الشيوخ وحوارات السياسيين؟

فليعملوا إذن أنهم بهذه الطريقة يعرجون على ساق واحدة، وسيظل العلمانيون يحوزون السبق الإعلامي والتأثير الجماهيري، لأنهم يجرون على ساقين، ويمتلكون كل وسائل الجذب الجماهيري.

لقد حان الوقت لتطوير أدائنا الإعلامي، ومخاطبة جميع الشرائح المجتمعية، بعيدا عن الجمهور الإسلامي التقليدي.

ويجب أن يشرع الإسلاميون في إنشاء سلاسل دور سينما إسلامية (وشراء كل ما يمكن شراؤه من دور السينما الموجودة حاليا)، بالتزامن مع إنشاء شركات إنتاج سينمائية ودرامية تقدم فنا هادفا ومختلفا عن الغثاء العلماني السائد، بحيث يمكنها اجتذاب الممثلين الجادين، وسحب الجمهور من سينمات العلمانيين وإجبارهم على تقديم فن نظيف رغما عن أنفهم.. فمعظم رواد دور السنما في الحقيقة هم العائلات التي تخرج للترويح عن نفسها (فالأفلام والمسلسلات تغمر الفضائيات والإنترنت، ولا يحتاج المرء فعليا للذهاب إلى السينما لمشاهدتها)، ومعظم الأسر تتأذى من اضطرارها إلى الذهاب بأطفالها لمشاهدة أفلام تخدش الحياء، ولهذا هناك جمهور كبير صامت مقاطع لدور السينما، ويمكن اجتذابه لو تم إنشاء دور سينما عائلية محترمة.

لقد كان للرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من شاعر يدافعون عنه وعن الإسلام، في وقت كان الشاعر يماثل فضائيات الأخبار والدراما اليوم!.. فمتى سينظر الإسلاميون للقضية بمنظور أوسع، ويبدأون في توظيف كل الوسائل العصرية لخدمة قضيتهم، ليقدموا البديل الذي يجعل عامة الناس يستغنون عن العلمانيين وفنهم وأدبهم وإعلامهم نهائيا وللأبد؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر