المتابعون للمدونة

الأحد، 10 مارس 2013

يفوح عطرها عبر الأثير


يفوح عطرها عبر الأثير 

إنها دائما هنا..
قريبة مهما كانت بعيدة..
غيابها حضور، وحضورها امتزاج، وامتزاجها استحالة! 
 
إنّها دائما هنا..
في السويداء..
تنحني لها الضلوع، وتحتفي بها الخفقات، وتتلصص عليها الأحلام، وتقبس من عطرها الأنفاس..
 
إنّها دائما هنا..
أمل يزيده البعاد إصرارا..
شوق برّيٌّ لا يعرف القيود ولا الحدود..
غابات بكر من الإحساس تحفظ أسرارها سَرْمَدا..
جبال هامتُها السُحب، هالتُها البدر، تشمخ للنجوم..
صحارى من الجليد، تحفظ براكين لَهَفٍ تتوق للانفجار منذ أزل.. 

إنّها دائما هنا.. هنا..
أقرب للعقل من الفكرة..
ألصق بالقلب من الشعور..
أدفأ في البرد من لمسة..
أقوى في الخوف من اتحاد..
أنأى في القرب من استحالة! 

إنّها دائما هنا..
يفوح عطرها عبر الأثير..
تسيل فوق خدي دمعتها، وتتواثب على ثغري بسمتها، ويمرح في خيالي وجهها الأثير..
تنتشي في عروقي نظرتها، وتصخب في صدري نبضتها، ويلمع في عينيّ طموحها المثير..
تسكن بين ملامحي وداعتُها، وتحرق قلبي تنهيدتها، وتترامى في روحي مسافاتُ شرودها الوثير..
مسكين هو البعادُ: أنَّى يستطيع فصمَها عني؟!
مسكينة هي: أنّى تستطيع الهروب منّى؟
فلتبتعد إذن كيف شاءت..
فلْتأخذها الدروبُ فإنها ترحل في دمي..
ولتُخْفِها المسافات فإنها تسكن في عيني..
ولتمنعها الجدران فإنها سجينة قلبي..
ولتحرسها الأسوار فهي قريرة بين ضلوعي..
مسكينة هي: أنَّى تستطيع الهروب منّى؟ 

إنها دائما هنا.. قريبة مهما كانت بعيدة..
إنها دائما هنا.. في السويداء.. بل هي القلب ذاته..
إنها دائما هنا.. غيابها حضور، وحضورها امتزاج، وامتزاجها استحالة!
مسكين هو البعادُ: أنَّى يستطيع فصمها عني؟!
مسكين أنا: أنَّى أستطيع الهروب منها؟! 

محمد حمدي غانم
6 مايو 2004

 

هناك تعليق واحد:

  1. انها دائماً هنا؟؟
    قريبة مهما كانت بعيدة ..
    غيابها حضور ..وحضورها امتزاج..وامتزاجها استحالة

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر