المتابعون للمدونة

الأحد، 17 فبراير 2013

لا أعرفُ لكني أعرف!


لا أعرفُ لكني أعرف

بداخلي إحساس قصيدة تائهة في صمت ممتع، لم تبنت كلماتها بعد..

لعلها أيضا حائرة تسأل: مَن أنت؟

 

يا أنثى وُلِدَتْ مِن صمتي
كلماتي مثلي تائهةٌ
حائرةٌ تَسألُ: مَن أنتِ؟
في أيِّ مغاراتي كُنتِ؟
من أيِّ مناراتي جِئتِ؟
ماذا من قلبي قد رُمتِ؟
هل أنتِ بقلبي ماثلةٌ؟
هل حقا مثلي أُغرِمْتِ؟
يُرعبُني لا أعرفُ إلا
أنّكِ في حقّي أَجرَمْتِ!
فالعشقُ يُذوّبُني شوقا
لا أعرفُ ما يحدثُ حقا
بالسحرِ فؤادي أَفعَمْتِ
أتُراني أعشقُ ساحرةً؟
مِن قُمقمِ أحلامي مَرَدَتْ؟
مَسحَتْ من أُفقي نَجماتي؟
زَلزلَتْ الدنيا من تَحتي؟
بَرَقَتْ في كلِّ مساءاتي؟
يَكفيكِ الهَزْلُ مُضيّعتي
أرجوكِ أجيبي أسئلتي
ناديتُ ولم أنطِقْ حرفا
أم أنكِ لستِ بسامعتي؟
هل دغدغَ قلبَكِ إحساسي
لمّا غنّيتُ برائعتي؟
لما ناجيتُكِ فاتِنتي؟
لما نَصّبتُكِ مُلهمتي؟
وجعلتُكِ مَغزَى أشعاري؟
ومنحتُكِ أرفعَ أوسمتي؟
لا لستِ قَصيدًا أكتـبُهُ
أو حرفا نَزِقا أشطـبُهُ
أو فِكرًا ظَلْتُ أُقـلِّـبُهُ
أو نَغمًا يَرقصُ في صوتي
يَسألُ ملهوفا مَن أنتِ؟
لا أعرفُ، لكنّي أعرفُ
أنّي في مَدِّكِ أنجرفُ
يَهوِي شلالي في نهرِكِ
نهري من نَبعكِ يَغترفُ
لا أعرفُ، لكنّي أعرفُ
أنّي محمومٌ أرتجفُ
أهذي بالحبِّ بلا صوتٍ
وفؤادي عنّي يَعترفُ
هاتي تِرياقي ساحرتي
تَعويذةَ حبٍّ يَخلـبُني
داويني مِن نفسي إنّي
فَوضَى إحساسي تُتعبُني
أقصاني الحُلمُ وقَرّبَني
منّاني العشقُ وأَرهبَني
غاباتُكِ تَكبُرُ في قلبي
أناْ أبحثُ عمّنْ يَصحبُني
في رحلةِ بحثي عن أنثى
تائهةٍ عنّي في حِضني
هل حقا لا تَعرفُ أنّي
الشوقُ يُمزّقُني مِنّي؟
وطيورُكِ تَهوِي جارحةً
وتُحاولُ منّي تَختطِفُ
لا أعرفُ لكنّي أعرفُ
أنّي عن دربي أنحرفُ
وإليكِ أميلُ بلا حَدٍّ
خارجَ أفلاكي أنقذفُ
فيتوهُ مكاني عن وقتي
إنّي أتناثرُ يا أنتِ
نجماتٍ تُولدُ في صمتِ
تلمعُ في تيهِ فضاءاتِكْ
تغمرُ بالدفءِ مساءاتِكْ
تَنبضُ أضوائي في ذاتِكْ
هل تلك النبضاتِ سمعتِ؟
هل مثلي بالدفءِ شعرتِ؟
هل تلك النجماتِ رأيتِ؟
حائرةً مثلي تائهةً
تسألُ في لَهَفٍ: مَن أنتِ؟
ماذا من قلبي قد رُمتِ؟
يا ويلَكِ إن أنتِ كذبتِ
يا ويلَكِ منّي إن خُنتِ
قاتِلتي في التوِّ أجيبي
كي أخرجَ من بحرِ لهيبي
إنْ كنتِ لِحُبّي أَذعَـنْتِ
مَن يعلمُ سرَّكِ يا أنتِ؟


محمد حمدي غانم

16/2/2013

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر