المتابعون للمدونة

الاثنين، 28 يناير 2013

دونَ فرار


دونَ فرار

 

عجبا: صرتُ بلا أسرارْ!

منذ رحلتُ بحبكِ أهذي ليلَ نهارْ

أَرجُـفُ رغمَ القيظِ، وأهمسُ باسْمكِ كالأطيارْ

حينَ أجوبُ رياضَ العشقِ، أبعثرُ عطرَكِ للأزهارْ!

صرتُ أفكرُ فيكِ طوالَ الوقتِ كمثلِ النجمِ أسيرِ مدارْ

صرتُ مُعذَّبَ لهفةِ قلبي باستمرارْ

***

يا أروعَ لؤلؤةٍ في بحرِ السحرِ،

وبحرُ السحرِ بغيرِ قرارْ

في شأنِكِ هذا العقلُ احتارْ:

كيفَ أحلتِ الكونَ ربيعا ونسيما ونهارْ؟

كيف غسلتِ شَغافَ القلبِ بنهرِ النورِ ونهرِ النارْ؟

كيفَ نَمَوْتِ بِعُشبِ الروحِ بلا أمطارْ؟

وجرَيْتِ بطولِ شرودِ كِياني كالأنهارْ؟

***

يا آنسَ مَن حَكَت الأسمارْ

يا ألمعَ نجماتِ الأسحارْ

مِن لهفةِ نفسي صرتُ أغارْ!

ويحَكَ!.. أجننتَ؟

نعم.. وسَكِرتُ وأهرقتُ الأفكارْ!

أحملُ مِشكاةَ الشوقِ، أسيرُ بِدربِكِ أنَّى سارْ

أعزفُ في نبضي أُفْـقَ الحُلمِ وأخترعُ الأوتارْ

أحكي أسطورةَ مجنونٍ لم تَسطرْ مثلَ حكايتِه الأخبارْ

وأمدّ إليكِ يدي: فلتأتي وابتعثي الأنوارْ

ضميني بِهواكِ إليكِ، القلبُ انهارْ

أشتاقُ لأسمعَ صوتَكِ، قولي شيئا

شيئا.. شيئا.... حُلوًا.. مُرًا

أنتِ الشهدُ ولاتَ مُرارْ

وأمدُّ إليكِ يَدِي، فأضمُّ إليَّ يَدِي!

من خُشيةِ شوكِ يَدِي ولَظَى الإعصارْ!

وأفرُّ

أخافُ أهشّمُ هَشَّ ضُلوعِكِ بين ضلوعي

مثلَ قطارٍ مزّقَ ألفَ سِتارْ!

وأفرُّ،

ولكنّي أتوقفُ،

أنظرُ حولي،

أبحثُ عن سَمٍّ من مُحكمِ دائرةِ الشوقِ الجبّارْ!

فَيُـقَهـقهُ حولي ألفُ جدارْ:

-      لا سَـمٌّ ثَـمَّ!

ويا لَحِصارْ!

أتنهدُ..

أستسلمُ مُختارا، إن كان خِيارْ!

وأعودُ وأسكنُ في عينيكِ مع الأشعارْ

دونَ فرارْ!

 

محمد حمدي غانم

9/4/2008

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر