المتابعون للمدونة

الأحد، 26 فبراير 2012

ذكريات باهتة!

ذكريات باهتة!

فتّشتُ في قلبي عن بقايا أيّ حبّ نحوكِ فلم أجد!
أنتِ استللتِه كلّه..
أنتِ بدّلتِه هباءً وخواءً..
ببعادكِ فعلتِ..
بتجاهلكِ وإعراضك..
لم تتركي حتّى بارقة واحدة توحي بالأمل.
فأنا اخترتُ الحبّ، وأنتِ اخترتِ البعد، فحكمتِ على نفسكِ بالنسيان!
ويوما بعد يوم، وجدت أني نسيتُ حتّى ملامحك!
اكتشفت فجأة، أن ما بقي في قلبي منكِ مجرد أطلال خربة!
مجرد رغبة في امتلاك شيء لم أعد أتذكر اسمه ولا وصفه..
لم أعد أتذكر إلا مجرد الرغبة في امتلاكه!
وهي رغبة بهتت شيئا فشيئا..
والآن أشعر براحة كبيرة، وبحرّية وانطلاق..
يمكنني الآن أن أتمطى، وأرتشف في صدري نفسا عميقا عميقا عميقا من نسيم الصبح المشرق لأول مرة منذ ليل طويل!
لأول مرة تراودني الذكرى دونَ حزن..
لأول مرة أسيطر على مشاعري بهذه السلاسة..
ربما لأن الزمن أوهنها، فصارت كعجوز طاعنة في السن، منحية الظهر، لا تقوى أن تحمي نفسها لدغة بعوضة!
أو ربما أفقتُ من سُباتٍ عميق، تخللته بضعة أحلام وردية، وأغرقته آلاف الكوابيس..
والآن ذهني أصفى لأفهم:
لا معنى للحب إن كان مرادفا للعذاب..
أن تُخلص وتسعى وتُضني نفسكَ ولا تُجاب..
أن تبذل المستحيل لتوصل صوتكَ إلى فتاة لا تسمع، وتنتحر نظراتكَ شوقا لها فلا ترى، وتبوح لها أشعاركَ بكل ما يجيش في قلبكَ فلا تفهم، وتقترب منها بكل لهفة الدنيا فتوصد في وجهكَ كلّ الأبواب!
الطريق مغلق إذن، ولكن ليس للتحسينات!
الطريق مغلق لأن الوصول مات!
فأي معنى يجعلني أصر على السير فيه؟
في التأني السلامة إذن..
والرجوع يغني عن الدموع!
وها أنا قد رجعت..
ألقيت زهرتي تحت لافتة الطريق التي تحمل صورة جمجمة تبكي، وتركتها تذبل ورجعت!
وهل أحلى من السكينة وراحة البال شيء؟
لا شيء بالتأكيد..
أي شيء..
أه.. معذرة:
هل يمكنك تذكيري لماذا كنتُ أقول لكِ كل هذا؟!!

محمد حمدي
1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر