المتابعون للمدونة

الأربعاء، 1 فبراير 2012

من لم يشكر الناس لم يشكر الله

من لم يشكر الناس لم يشكر الله

يقولون لك بمنتهى الاستخفاف: وماذا فعل لنا الجيش طوال عام مضى؟
وأجيبهم:
-  الجيش انحاز للثورة ورفض قمعها (والفارق واضح مقارنة مع ما حدث في ليبيا وما يحدث حتى الآن في اليمن وسوريا)، ونحّى مبارك ويحاكمه هو وأبناءه وعصابته.
-       الجيش حل مجلس الشعب المزور، وأجرى انتخابات مجلس شعب نزيهة لأول مرة في تاريخ مصر.
-       الجيش نفذ أحكام القضاء بحل الحزب الوطني وحل المحليات.
-       الجيش أطلق حرية تكوين الأحزاب، فصارت لدينا أحزاب لا نستطيع تذكر أسماءها من كثرتها!
-       الجيش أعاد الفضائيات الممنوعة، وترك حرية الإعلام حتى لمن يهاجمونه.
-  الجيش حمى الشارع والناس من الانفلات الأمني الذي أثاره مبارك وعصابته، وأخضع الشرطة لسيطرته وأعاد بناءها، وكان من الممكن أن تتحول إلى عصابات مسلحة بلا رادع.
-  الجيش حمى مؤسسات الدولة من أن ينهبها اللصوص والمجرمون إن أمنوا العقاب.. وبدون جيش، كان الموظفون ـ اليائسون من وجود حكومة مركزية تدفع لهم رواتبهم، والآمنون من وجود سلطة قوية تعاقب المخطئ منهم ـ سيستولون على ما تحت أيديهم من عهدة ونقود، وينهبون الأجهزة والمعدات من المؤسسات والمحطات، وساعتها كنا سنجد أنفسنا بلا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي ولا مصالح حكومية ولا دولة!!.. هل تذكرون مشهد نهب مؤسسات العراق بعد سقوط بغداد؟!
فهل بعد كل هذا لم يفعل الجيش أي شيء؟
ولنفترض أن قادة المجلس العسكري متورطون فعلا في جرائم عصر مبارك، وأن أول ما فعلوه مع تنحي مبارك هو الهروب بأهلهم وأموالهم من مصر لحماية أنفسهم، وتركونا في حالة الفوضى والانفلات الأمني بلا حكومة ولا شرطة ولا قيادة للجيش.. فماذا كان سيصبح حالنا الآن؟
تذكروا أن العمداء يحصلون على رتبة لواء شرف ويتقاعدون في سن الخمسين، ولا أحد يكمل كلواء عامل في الجيش إلا من يتم اختيارهم وضمان ولاؤهم، وما ينطبق على المجلس العسكري ينطبق عليهم جميعا.. ولو هرب لواءات المجلس العسكري من المسئولية، فسيتبعهم أغلب لواءات الجيش، وينهار الجيش المصري في ساعات!!
فهل المفروض أن نحاسبهم اليوم على أخطاء الماضي التي يتصورها البعض دون أن يملك عليها دليلا ماديا، أم نحمد لهم تحملهم المسئولية بشجاعة في تلك الفترة العصيبة، واستعادتهم للأمن تدريجيا، وإجراءهم للانتخابات النزيهة التي طالما حلمنا بها، ونغفر لهم أي أخطاء وقعوا فيها بسبب تضارب آراء القوى السياسية وضغوط أمريكا وعملائها، وكثرة المطالب الفئوية، وعدم خبرتهم العملية في الحكم؟
تريدون رأيي: لا خير في الرئيس القادم إن لم يمنح قادة المجلس العسكري أرفع الأوسمة، فبدونهم لم تكن لتتبقى لنا دولة، ولكنّا الآن نقتل بعضنا في الشوارع، ويحكمنا البلطجية والعصابات المنظمة.
ولا داعي للقول إن الجيش المصري لو انهار، فستتفتت مصر إلى خمس دويلات على الأقل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر