المتابعون للمدونة

الخميس، 31 مارس 2011

وحشة


مزعج جدا أن يكون قلبك فارغا، فنبضاته تُحدث الكثير من الصدى!
محمد حمدي، 2011

ليلى

تُخبّرُني القصائدُ أنَّ ليلى
تُقيمُ بقلبِ هذا الصبِّ قلبا
وليلى تستحلُّ السحرّ ليلا
وتقلبُ قلبَ هذا الصبِّ قلبا!

محمد حمدي، 1998

الأربعاء، 30 مارس 2011

غنوة حنين

غنوة حنين

يا حلوة يا أم عنين قاتلين
السحر كله دا جبتي منين
كحلك فتني
لعنيك بغني
والقلب مربوط بين رمشين

يا حلم عمري يا أحلي سنين
لحد امتى هنبقى اتنين؟
ما تجيني حالا
ولا لأ ولاكن
وتكوني ليا ليوم الدين

يا ساكتة يا أم عنين خايفين
أحلف لك إني عليكي أمين
هرعاكي عمري
والقلب مهري
مليان أماني وشوق وحنين

يا حلوة يا أم عنين قاتلين
ما تقولي واخدة القلب لفين

محمد حمدي غانم
6/1/2011

الثلاثاء، 29 مارس 2011

لمحة

حبيبتي إذا بَدَتْ تبدَّدت مخاوفي
رأيتُها ولم أمتْ ونوَّرَتْ بصائري
حبيبتي إذا مَشَتْ وَشَتْ بخَطْوِها الثَرَى
وبعثرَتْ أريجَها على زهورِ خاطري
محمد حمدي، 2000

الاثنين، 28 مارس 2011

احتلال

كنتِ معي في الحلم بالأمس.. إنك تحاصرينني في النوم واليقظة، فأين المفر؟
وأنا أعلنت استسلامي منذ أمد بعيد، لكنك ترفضين استلام أسيرك، فأين المقر؟
وهل سأظل عالقا في أرض العذاب هكذا إلى الأبد بلا فرار أو قرار؟
محمد حمدي، 2011

حينما التقينا

حينما التقينا

لحظة أن نظرت عن كثب في عينيها، فتهت في عالم من السحر، وشعرت بشعور لم أعش مثله في حياتي كلها قبلها، ولم يتكرر مطلقا بعدها، لهذا أظنني لم أقترب حتى من وصفه بكل ما كتبته في هذه القصيدة، فأنا لا أعرف له مثيلا لأقيس عليه.

مُتجمّدٌ.. هي لحظةٌ، قبلَ ارتجافِ دفوفِ قلبي بالنغمْ
متهيبٌ، تتخاطفُ الأحلامُ رُوحي حائما حولَ القِمَمْ
وعلى رُبى عينيكِ يمرحُ زهرُ أشواقي، ألملمُهُ، وَلَمْ..!
تسمو فراشاتُ المشاعرِ، تَنشرُ الخَفَقاتِ في ضوءِ الحُلُمْ
تتشربُ الرشفاتِ من سحرٍ رقيقٍ في مُحَيَّاكِ ابتسمْ
حينَ انتزعتُ حروفَ لَحنِكِ من شراييني وأطلقتُ النداءْ
وتفتّحَتْ لي مُقلتاكِ على حياءٍ صاغَ آفاقَ النقاءْ
هامَ الخيالُ يبعثرُ الألحانَ في رُوحي ويبتكرُ الغناءْ
هي لحظةٌ، ما عدتُ فيها أُمسِكُ النبضاتِ أن ترقى السماءْ
تتلاحقُ الأنفاسُ في صدري مُحمّلةً بآهاتِ الرجاءْ
تتقاذفُ الأطيافُ عقلي، ذاهلا، متذوقا خمرَ اللقاءْ
أحقيقةٌ أرنو إليكِ، وليس يفصلُنا سوى نورِ الخجلْ؟
أتلقفُ الأنفاسَ من رئتيكِ، يُلهب خَفقُها العَذْبُ الوَجَلْ
والشهدُ من شَفتيكِ في سُؤْلِ جرى، فأكادُ أرتشفُ الجُمَـلْ:
"قُلْ ما بدا لكَ.. ما دهاكَ الآنَ تصمتُ؟.. قُلْ فإنّي في عَجَلْ"
وأودُّ، لكنْ تَهرُبُ الكلماتُ منّي، واللسانُ كما الجَبَلَ!
أنسيتُ كيفَ أجيبُ؟.. ضاعَ كلُّ ما أعددتُ، وانْعدمَ البَدَلْ؟
وغرِقتُ في دوّامةٍ تمتصُّني لعوالمِ الوجدِ الجَلَلْ؟
تجتاحُ عيناكِ المَدَى، والصمتُ ثرثرةٌ، صَدَى ما بي اعتملْ
هي لحظةٌ.. تتشكّلُ الدنيا بجوفي ليسَ يعدِلُها مَثَـلْ
هذا أنا حقلُ المُنى، وجمالُكِ المنسابُ بي نَبْعُ الغَزَلْ
والحُبُّ ساقيتي، وقربُكِ كازدهارِ النورِ في غصنِ الأمَلْ
والصمتُ عُشُّ عُيونِنا، والقلبُ يهدلُ مُرسلا أحلى القُبَلْ
والعقلُ يسألُ حائرا: حُلمٌ هو الحلمُ البديعُ أم اكتملْ؟
متجمدٌ: هي لحظةٌ.. وتكررينَ القولَ أنْ: "ماذا تريدْ"؟
وأفيقُ كي تجتاحَ عيناكِ النُّهَى، فأعودَ أغرَقُ من جديدْ
تتلعثمُ النبضاتُ في قلبي وتنكسرُ الحروفُ على النشيدْ
"هل تقبلينَ هديّـتي؟".. لم أدرِ هل قد قلتُها وأنا أَميدْ
أم أنَّ وجدي شَفَّنِي فَشَففتُ عن أعماقِ وجداني البعيدْ
(هل تقبلي هل تقبلينَ هديتي دِي دِيَّتي) وَصدَىً شريدْ
تتكثّفُ الأحلامُ في ذاتي وتمتزجُ الرُؤَى ويُقامُ عيدْ
"نعمْ".. لو قلتِها!.. يا فرحَ قلبي وانطلاقي في سَما الكونِ السعيدْ
تتطايرُ البهجاتُ منِّي، تصبحُ اللحظاتُ كالعمرِ المديدْ
أتملّكُ الدنيا لأني قربَ فاتنةٍ لها حسنٌ فريدْ
قَسَماتُها سحرٌ، ونظرةُ عينِها ليلٌ حَوَى فجرا وليدْ
ولروحِها مَرَحُ النسيمِ وخفقةُ الأزهارِ فيه، ولا أزيدْ
كم ألفِ بيتٍ ترقصُ الكلماتُ فيه أرادها، فهوى شهيدْ
متفائلٌ، مترنمٌ، والقلبُ خفّاقُ الجوانحِ في انتظارْ
أتخطّفُ النظراتِ من عينيكِ: هل تجري ينابيعُ النهارْ؟
هل يُزهرُ الردُّ الذي يُؤوي ارتعاشَ القلبِ في دِفءِ المدارْ
متسائلٌ.. هي لحظةٌ، ويفاجئُ الأوهامَ أن الجُرفَ هَارْ
وغَشاوةُ الحُلمِ انجلتْ، ورأيتُ أشباحَ الأماني في فرارْ
وحملتُ جثمانَ الثواني كالجبالِ، وسرتُ في زمنِ انهيارْ
وأكذّبُ الأذنينِ: قالتْ لا؟.. أقامتْ بينَ قلبينا الجدارْ؟
دهستْ براعمَ أمنياتٍ شقَّتِ اللحظاتِ لَهْـفَى لازدهارْ؟
وأكذبُ اللحظاتِ: لا.. ليسَ الذي أحسوه أشواكا ونارْ
ليس الذي صارَ الرمادَ نشيدُ قلبٍ كانَ دُرِّيَّ المنارْ
ليسَ الذي... ليسَ الذي... كلَّ الصروحِ أناخَها شَرْخُ الدمارْ
أدِّي طقوسَكِ حولَ عيني يا خفافيشَ التردِّي والألَمْ
دُوري متاهاتِ ارتياعي واهنئي بالليلِ في أرضِ العَدَمْ
هي ذي أميرةُ أمنياتي تأمرُ الجلادَ يأتي بالحُِمَمْ
رفضَتْ تراتيلي، فزارَ الحزنُ قلبي مُؤلِما ثمَّ التحمْ
رفضَتْ برفقٍ، لستُ أشكو ظلَمها، لكنْ يُمزّقُني النَّدَمْ
لو كنتُ عِشتُ مع الأماني كاتما شوقي وأخفيتُ النغمْ
ودفنتُ جثمانَ الحقيقةِ في ثَرَى التهويمِ في دنيا الحُلُمْ
تتضرعُ الأشواقُ أن أدنو لأنهلَ مِن شذا العينينِ ثمّْ...
تعدو مخايلُ حبِّها في ظاهري، فأظلُّ أُلجمُها ولمْ...
لو كنتُ خِفتُ على رُبَى الأحلامِ ـ مَسرَى الرُّوحِ ـ يبلعُها العَدمْ
ما كنتِ زلزلتِ المنى في لحظةٍ بالرفضِ كي تهوي القدمْ
لو ذابَ قلبُكِ مثلَ قلبي، ذائقا لذْعَ الأماني واحترقْ
لو تعرفينَ عذابَ حُلمٍ طافَ ساقيةَ الثواني والأَرَقْ
لو عشتِ في ليلِ الفراقِ تُمزّقينَ الرُّوحَ آلافَ المِزَقْ
ما كانَ طاوعَكِ الهَوَى أن تكسري المجدافَ في بحرِ الغَرَقْ
أن تُحرقي ريشاتِ طيرٍ هامَ ينسجُ من مُحيَّاكِ الأُفُقْ
ما كنتِ أخرستِ الأناشيدَ التي تَنثالُ من قلبٍ خَفَقْ
ووقفتُ مذهولا وريحُ اليأسِ تُعمي بالغماماتِ الشَّفَقْ
وعلى مُحيايَ ارتمتْ بسماتُ بؤسٍ كالحاتٍ كالخِرَقْ!
إن الذي يبقى من الإنسانِ بعدَ الحُلْمِ صرحٌ من ورقْ
هيَ لحظةٌ في موتِنا، وتمزّقينَ الوقتَ حتى نفترقْ
والعينُ تستجدي خطاكِ، فتبعدينَ وتبعدينَ وأحترقْ
وأظلُّ مأسورَ المكانِ كأنني في أرضِ يأسي مُلتصقْ
متفجرٌ وألملمُ الآلامَ في صمتي وحزني قد نطقْ
فإذا مضيتُ، أخبّئُ الدمعاتِ في عيني فتنتحبُ الطُّرُقْ
تتبخّرُ الخُطواتُ في نارِ انتحاري، ثم يبلعُني الأُفُقْ
يا ويلَ من ربطَ الأماني كلَّها في رمشِ فاتنةٍ عَشِقْ!
محمد حمدي غانم،
يناير 1997

ملحوظة:
النصف الأخير من هذه القصيدة كتبته في ظروف عجيبة ـ ربما تبرر لماذا انقلب إلى التشاؤم!.. ففي تلك الليلة الرمضانية جافاني النوم في المدينة الجامعية، فظللت ساهرا طوال الليل، ثم خرجت قبل الفجر لأستقل القطار من القاهرة إلى دمياط.. في هذا الموعد يمر القطار على الزقازيق بدلا من طنطا، وهو مسار أطول، لكن الأسوأ أنه في المسافة من بنها إلى الزقازيق يتحول من قطار سريع إلى قطار قشاش يتوقف لكل من يشير له!!.. لكن هذه لم تكن كل مزاياه في ذلك اليوم، فقد تعطل في منتصف الطريق أيضا وظللنا ساعات ننتظر الجرار الذي سيقطره إلى المحطة.. ونظرا لأن ما تبقى معي من نقود حينها لم يكن يكفي لاستقلال وسيلة مواصلات أخرى ـ ناهيكم عن أنني لم أكن أعرف أين أنا أصلا ـ فقد أمضيت في القطار يوما شيقا للغاية صائما مسافرا وبدون نوم، وأخذت أمضي الوقت في قراءة رواية من سلسلة (ع×2) دون أن أفقه ماذا أقرأ، كما كتبت النصف الأخير لهذه القصيدة دون أن أفقه ماذا أكتب J.
الغريب أن هذا النصف يعتبر استشرافا لما حدث بعد ذلك، ولهذا يمكن اعتبار كل القصيدة واقعية بغض النظر عن اختلاف بعض التفاصيل J
الجدير بالذكر أنني خرجت من المدينة الجامعية قبل الفجر، ووصلت البيت في الثانية والنصف بعد الظهر، في رحلة استغرقت أكثر من عشر ساعات من القاهرة إلى دمياط!

الأحد، 27 مارس 2011

الحضارة الغربية تلتهم نفسها

الحضارة الغربية تلتهم نفسها

ما يسمى بالحياة العصرية التي نحياها اليوم، هو نمط غربي مادي إلحادي استهلاكي مضاد للفطرة قبل أن يكون مضادا للأديان، وقد حكم الإسلام على هذا النمط بالانهيار من 1400 عام.. فلنوجز هذا هنا سريعا، وتفصيله يحتاج إلى مجلدات:
1-   (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) ـ (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط):
نمط الحضارة الغربية نمط استهلاكي، اقتصاده قائم على الإنتاج بالكتلة، وقصف عقول الناس بالدعاية المستمرة لإثارة شرههم للامتلاك، بل والتخلص من الأقدم باستمرار للحصول على الأحدث.. فمثلا، بمجرد تصنيع سيارة لها مرآة جانبية بمسّاحة، يتم إقناع الملايين بالتخلص من سياراتهم القديمة للحصول على الميزة الجديدة في الطراز الجديد!
هذا النمط سيبيد البشرية، بسبب الاعتماد على استنزاف موارد البيئة لإنتاج كميات أكبر من السلع لبيعها بسعر تنافسي، وتحقيق معدل نمو اقتصادي يقلل من نسبة البطالة، وهذا التصاعد الاستنزافي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن الموارد في النهاية محدودة، ما يعني أن البيئة ستدمر بالكامل، والاقتصاد سينهار بالكامل لو استمررنا في إبادة النباتات والحيوانات، وتلويث البيئة، وقتل الإنسان بالأمراض الجسدية والنفسية والاجتماعية المصاحبة لكل هذا (على سبيل التأمل: نسبة الوفيات السنوية في الإمارات حوالي 1 في الألف، وفي السعودية 3 في الألف، وفي مصر 6 في الألف، وفي الولايات المتحدة 9 في الألف!!.. فبفضل تقدم أمريكا لديهم سرطانات أكثر، وإدمان أكثر، وإيدز أكثر، وانتحار أكثر، وحوادث سيارات أكثر، وجرائم قتل أكثر!)
2-  (ولا تقربوا الزنا، إنه كان فاحشة وساء سبيلا):
الإباحية الغربية دمرت الأسرة، فزادت معدلات العنوسة والطلاق، وصار ثلث الأطفال غير شرعيين ولا يعرفون آباءهم (كما في أمريكا وفرنسا)، وقل معدل الخصوبة وانقلب المنحنى السكاني، وصارت هذه الدول مهددة بالانقراض، لأن الرجل نفر من مسئولية الزواج، ما دام يحصل على متعته مجانا!.. والمرأة شغلتها طموحاتها الوهمية عن الزواج، وعند الزواج على مشارف الأربعين تكتشف أنها صارت عقيما، وتذهب للوقوف في طوابير التبني الطويلة، حيث تقول الإحصائيات إنه لكل طفل أبيض صحيح يولد في أمريكا، هناك عشرون زوجا وزوجة ينتظرون تبنيه!
ملحوظة: تقول الآية (ولا تقربوا الزنا)، ولم تقل ولا تزنوا.. هذا معناه أن كل منظومة الاختلاط والصداقة بين الجنسين، والموضات والعري، وانفلات المرأة من حجاب بيتها، والإعلام الفاحش والأدب البذيء، كلها داخلة في السياق.
3-  (يمحق الله الربا ويربي الصدقات):
الاقتصاد العالمي الحالي كله اقتصاد ربوي.. والربا يعمل على تركز الثروات في أيدي المرابين على المدى الطويل، وبالتالي إفلاس المستدينين باربا في نهاية المطاف بسبب العبء الإضافي المفروض عليهم، مما يؤدي إلى انهيار كل الشركات والمؤسسات وفقدان الوظائف وتراجع التجارة والبيع والشراء، وهو ما يؤدي إلى خسارة كل المشاركين في الاقتصاد حتى لو لم يتعاملوا بالربا، وفي هذا الوضع الكارثي تنهار قيم الأصول (كالأراضي والعقارات) بسبب انخفاض الطلب، ويجد حتى المرابون أنفسهم مفلسين ولا قيمة لما يمتلكونه من نقود وأصول بسبب انهيار الاقتصاد.. وفي هذه الحالة يجب أن يعاد توزيع الثروات من جديد لإنعاش الاقتصاد، وهو ما فعلته حكومات أمريكا وأوروبا في الأزمة الأخيرة، وما أدى بالتبعية إلى تحميل المواطنين فاتورة الأزمة التي خلقها المرابون، وسقوط حكومات أوروبا في أزمة ديون وبدأ حالة التقشف.. ومن يراقب اقتصاد العالم، سيعلم أن هذه الأزمات تحدث دوريا بسبب الربا، وأن بنك انجلترا خفض الفائدة الربوية إلى أقل من نصف بالمئة بعد الأزمة، ومنذ عدة أيام خفضت اليابان الفائدة إلى الصفر تقريبا (0.2% وهي نسبة لا تكاد تغطي المصاريف الإدارية للبنك!!) وهو ما يؤكد أن الاقتصاد الأمثل هو الذي تكون فيه الفائدة = صفر.. أي اقتصاد غير ربوي.
4-   سنة الدفع (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض):
الحضارة الغربية حضارة مبنية على الاحتلال والسرقة لحل كل مشاكلها التي سبق إيضاحها.. لكن كما يحدث بين اللصوص دائما، فإنهم يتقاتلون في النهاية للحصول على نصيب أكبر.. ولولا الحربان العالميتان الأولى والثانية لكان هؤلاء اللصوص ما زالوا يحتلون العالم كله إلى اليوم!
وقد رأينا كيف اندفعت أمريكا كالثور الأعمى لتورط نفسها في حربين معا في نفس الوقت، من أجل سرقة ثروات أفغانستان والعراق، فكانت النتيجة خسائر مادية وبشرية هائلة (ولا نحتاج لذكاء لنعرف من كان يساند المقاومة في هاتين الدولتين من أعداء أمريكا)، وكل هذا مهد للأزمة المالية العالمية، التي جرّت أوروبا إلى أزمة اقتصادية وأزمة ديون سيادية، وصرنا نرى كل شعوب أوروبا تدفع مع الشعب الأمريكي ثمن جرائمهم، وأعلنت بريطانيا عن تقليص الإنفاق العسكري وتقليل جيشها بمقدار 17 ألف جندي، بل إنها ستتخلص من نصف مليون موظف من موظفي القطاع الحكومي في السنوات الثلاث القادمة!!.. واليوم نرى عملاء أمريكا في الوطن العربي يتساقطون واحدا تلو الآخر!
5- إهلاك القرى بظلمها (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا):
هذه سنة إلهية لا تتبدل، فإضافة إلى كل عوامل التدمير الذاتي السابقة، فإن الله سبحانه يسخّر جنوده لإهلاك الطغاة، لحماية عباده المستضعفين، واستجابة لدعوة المظلوم التي لا يردها سبحانه أبدا.. وقد رأينا في السنوات الأخيرة سلسلة من الكوارث البيئية التي حاقت بأمريكا وحلفائها وكبدتهم خسائر فادحة، لعل أخطرها إعصار كاترينا وبركان إيسلندا، كما أن عدة كوارث أخرى ضربت مناطق استراتيجية كلفت أمريكا الكثير، مثل زلزال هاييتي وهي محمية أمريكية تدخلت كثيرا للحفاظ على حكومتها العميلة، مما اضطرها إلى إرسال عشرة آلاف جندي وتكبد معونات ضخمة في الزلزال الأخير للمحافظة على تبعيتها لها!.. ومؤخرا رأينا تسونامي اليابان (وهي من حلفاء أمريكا الذين شاركوا في احتلال العراق) وما صاحبه من أزمة المفاعل النووي، وهو ما سيؤثر على الاقتصاد العالمي تأثيرا كبيرا، خاصة في مجال الاستثمار في الطاقة النووية ومعاملات تأمينها.


الخلاصة:
كل ما سبق يفسر قوله تعالى (إن الباطل كان زهوقا).. فلم يصفه سبحانه بالزاهق  (أي الهالك)، بل وصفه بصيغة المبالغة (زهوق) أي أنه سريع الهلاك لأنه كما شرحت في النقاط السابقة يهلك نفسه بنفسه.

السبت، 26 مارس 2011

أنتِ وهـــي

أنتِ وهـــي

رغما عني، اتسعت الفجوة كثيرا بين ما هو أنتِ وبين ما أظن أنه أنت، حتى صارت هُوة هائلة أقف عاجزا عن عبورها.
لقد دفعتِني دفعا إلى الهروب إلى دروب الخيال المستحيلة، بعد أن أغلقتِ أمامي كل دروب التلاقي على أرض الواقع، دون أن تنتبهي إلى أنني لا أعرف عنك أي شيء تقريبا!
فسامحيني: أنتِ التي أحبها هي فتاة أخرى غيرك، وأنا لا أستطيع أن أخسرها من أجل محاولة اكتشافك، فهي أهم عندي من كل ما تتخيلينه.
لعلك الآن تفهمين معنى أن أحبَّكِ ولا أحبّكِ في نفس الآن.
فدعيني إذن في خيالاتي المجنونة مع أميرة أحلامي التي أحببتها بكل جوارحي، واذهبي أنت حرةً حيث شئتِ، فمن المستحيل أن يجمعنا طريق.

محمد حمدي غانم
26/3/2011

يحلو إليكِ تودّدي

يحلو إليكِ تودّدي

يحلو إليكِ تودّدي ... وشجاعتي وتَردُّدي
يا ذاتَ حُسنٍ مُلهمٍ هُلِّي عليَّ وأسعِدي
يا ذاتَ صمتٍ مؤلمٍ ضُمِّي الفؤادَ وغرِّدي
أنتِ التي في مهجتي إن تَـقرُبي أو تَبْعُدي
أنتِ التي أشدو لها بأصالتي وتفردي
أنتِ التي قيّدتِ قلبي رغمَ كلِّ تمردي
وأسرتِني في روضِ حسنٍ باهرٍ متورّدِ
وصرعتِني بجمالِ رمشٍ كالسهامِ مُسدّدِ
ومنعتِني أسوارَ قصرٍ بالعفافِ مُشَيَّدِ
وتركتِني أهفو إليكِ وليسَ شيءٌ في يدي
يا كلَّ عمري يا غَدِي، ردي عليّ وردّدي:
"أنتَ الذي لكَ أهتدي ونجومُ عشقِكَ مُرشدي"
"أنتَ الذي في مُهجتي أُمسي أراكَ وأغتدي"
"أنتَ ابتهاجُ براءتي، ونذرتُ فيكَ توحّدي"
"فالعقلُ فيكَ مسافرٌ والروحُ حبَّكَ تفتدي"
أرجوكِ قولي أنقذيني من جنونٍ ماردِ:
هل ذاكِ وهمٌ تاه فيه معذَّبٌ لم تُنجدي؟
أم ذاكِ حقٌّ للحبيبِ الساهدِ المتشردِ؟
أم أنني سأظلُّ حيرانَ النُّهى لا أهتدي؟
أنا لستُ أدري غيرَ أني عاشقٌ وَلْتَشهَدِي:
كم في الهَوَى يمحو الزمانُ وأنتِ لن تتبددي
محمد حمدي غانم
24/3/2011

الجمعة، 25 مارس 2011

حبــر أســود

حبــر أســود

قال لي جون وهو مستلقٍ أمامي على أريكة الفحص في العيادة النفسية في القاعدة العسكرية:
-  لقد أطلقت النار.. لم يأمرني أحد، ولكني فعلت.. كنت أقف على قاطع الطريق شمال غرب بغداد.. الشمس حارقة، والعرق يعميني، والذباب يحوم حول وجهي ويئز في أذني بطريقة تثير الجنون، لكني لم أفكر حتى في رفع كفي لطرده، فعقلي كان في إصبعي المتحفز على زناد رشاشي غير المؤمّن.. في كل ثانية كنت أتوقع الموت، وفي كل عراقي كنت أرى انتحاريا.. لهذا مع أول شبح لاح لي قادما من الرمال المحيطة بالطريق، لم يفكر إصبعي كثيرا.. أطلقت النار من على بعد 300 متر، لأرى ـ وعيناي لا تفهمان ـ شيخا وصبيا يمسك يده، يسقطان مضرجين في دمائهما.
***
إليزا ما زالت لا ترد على اتصالاتي الهاتفية..
لقد هجرتني بعد أن صرختُ في وجهها وصفعتها الأسبوع الماضي، حين ضبطتها في أحضان صديقي مايكل، وخرجت غاضبا من شقتها.
حين عدت مساء اليوم التالي وجدتها غيرت رتاج الشقة، ولم تفلح كل طرقاتي إلا في جعلها تهددنني بالاتصال بالشرطة، وهي تصرخ بأنني همجي متخلف، فرحلت في صمت.
***
قال لي رالف وعيناه تتوهجان:
-  كان لا بد من أن أنتقم.. لقد رأيت أشلاء أصدقائي تتطاير أمام عيني حينما عبرت سيارتهم "الهامر" بجوار عبوة ناسفة على جانب الطريق.. كان يمكن أن تكون سيارتنا نحن، لولا أن ذلك الإرهابي الحقير الذي فجر العبوة عن بعد قرر أن سيارتهم هي المنشودة!.. وحينما كنت ملقى على الأسفلت والرصاص يصفر فوق رأسي، وأنا أطلق رشاشي في كل اتجاه وغبار الانفجار لا يجعلني أرى شيئا، أقسمت أن أنتقم.
لهذا حينما دهمت دوريتي أول قرية أفغانية في الأسبوع التالي، لم أتردد أنا وفيرد في التناوب على اغتصاب أول فتاة صادفتنا في أول منزل فتشناه.. كانت مجرد طفلة في الحادية عشرة، لكن هذا هو المطلوب بالضبط.. لا شيء يكسر هؤلاء الإرهابيين سوى هتك عرضهم.. الموت لا يخيفهم، والألم لا يعنيهم.. لكن الشرف يطعنهم في مقتل.
***
ليلة وحيدة أخرى في شقتي..
أرهقني الأرق، خاصة أن مزاجي كان متعكرا، منذ أن صرخ ذلك الزنجي المدمن وهو يلوح بمدية في وجهي بأنني إرهابي، وطالبني بأن أرحل من هنا.
لم يعنِه زيي العكسري، ولا أنني لم أعرف لي بلدا غير هذا البلد، ولا أنني لا أختلف عنه كثيرا، فكلانا ـ مثل كل سكان هذا البلد ـ جئنا من أصول مختلفة من بلاد العالم المختلفة، ببساطة لأن السكان الأصليين لهذا البلد أبيدوا منذ أمد!
لم يعنِه كل هذا، وتذكر فقط أن اسمي أحمد، وهذا يعني حتما أنني عضو في تنظيم إرهابي ما، وأن ابن لادن يختبئ في صوان ملابسي بلا ريب!
أطلق سبة بذيئة وهمّ بمهاجمتي، لولا أن رأى تحفزي ونفور عضلاتي، فذكره زيي العسكري أنني لست صيدا سهلا، فتراجع وهو يرغي ويزبد.
***
قال لي هاورد في بلادة:
-  لم أكن أفكر فيهم كبشر وأنا أعذبهم في جوانتانمو.. آلامهم لم تؤثر بي، وصرخاتهم لم تَبْدُ لي أكثر من نعيق غربان مذعورة.. كل ما كان يعنيني هو أن أحصل على الإجابات المطلوبة.. لقد حطمت ضلوعهم، وصعقتهم، وكسرت آدميتهم وكرامتهم بإلقائهم عرايا في محابسهم.. لكن كل هذا لم يكسر إرادتهم.. كانوا يقابلونه بصبر غريب ويقين مريب، وكأن كلا منهم يظن نفسه المسيح المخلص الذي يجب أن يتحمل الصَلب والعذاب من أجل قضية أكبر.. لكنهم حتى لم يكونوا يؤمنون بأن يسوع صُلب، وقال لي أحدهم إنه رُفِع إلى السماء.. لقد فشلت في فهم هؤلاء البشر.. هل تستطيع أن تخبرني أنت كيف يفكرون؟.. ألستَ واحدا منهم؟
***
كنت أقلب الملعقة في كوب الشاي بفراغ، والخبز كالعلقم في حلقي، ولا أكاد أسمع مرح الجنود وصخبهم من حولي في قاعة الطعام.
كل شيء يصير أقبح يوما عن يوم..
كنت أمتص السواد من نفوس هؤلاء الجنود المكتئبين، لكنه كان يتراكم بداخلي.. كأنني قطعة من الإسفنج تُغمس كل يوم في زجاجة حبر شديد القتامة!.. هل تدرك ما شكلها بعد أن مر عليها ستة أعوام متتالية وهي على هذا الحال؟
يبدو أن باب النجار مخلوع كما يقولون من حيث أتى جدي!
أظنني أحتاج إلى زيارة طبيب نفسي بدوري، لأعصر إسفنجتي عنده، وأسكب بداخله بعضا من هذا الحبر الأسود، الممزوج بالقبح والوحشية وانعدام الإنسانية وضياع العدالة!
***
لا أذكر آخر مرة صليت فيها.
سأجرب أن أصلي هذا المساء وأناجي الله، لعل هذا ينفس عني بعضا من هذا الضغط الداخلي الهائل.
***

بكل الحزن والأسى، تنعي الولايات المتحدة الأمريكية عَشرة من خيرة جنودها الأبطال، الذين قتلهم السفاح الإرهابي (أحمد عبد الله)، الذي لا يستحق الانتماء إلى هذا البلد ولا الخدمة تحت علمه لحماية القيم الأمريكية.. فليذكر التاريخ بالفخار أسماء هؤلاء الأبطال:
جون وودز
رالف سبنسر
هاورد ستيفنسون
..........
..........
..........

***

محمد حمدي غانم
13/12/2009



الخميس، 24 مارس 2011

لحظة بيبسي

لحظة بيبسي

منذ أكثر من 12 عاما، كنت أجلس في كلية الهندسة مع الصديق كريم شاكر الذي اقترح ـ سامحه الله ـ أن نتبارى في وصف مشهد فتاة رأيناها تشرب علبة مياه معدنية... وقد كتب كل منا مقطوعة طريفة تصف هذا المشهد.. وقد عثرت على المقطوعة الخاصة بي، لكني للأسف لم أعثر على مقطوعته.. هذا هو الجزء الذي كتبته أنا:

ملاكٌ يشربُ البيبسي ... أثارَ الشِّعرَ في نفسي
قد ارتكنتْ لسيارةْ ... على العينينِ نظّارةْ
وتنظرُ نحوَنا تارةْ ... ويضحكُ ثغرُها تارةْ
كأنَّ الكونَ في عُرسِ

تُعدّلُ خصلةَ الشعرِ ... حريرا سالَ كالشِّعرِ
وتمسحُ وجهَها الخمري ... بِمسّاتٍ كما الخمرِ
يخدّرُ عطرَها نفسي

فلما أنهَتِ البيبسي وألقَتْ فارغَ الكأسِ
مضَتْ وظللتُ في يأسي!

محمد حمدي، 1998

الأربعاء، 23 مارس 2011

لصياغة دستور يعبر عنا جميعا

لا بد من تمثيل حقيقي شامل
لصياغة دستور يعبر عنا جميعا

أي جمعية تأسيسية لصياغة الدستور الجديد يجب أن تمثل جميع طوائف وشرائح الشعب تمثيلا حقيقيا.. ولكي يحدث هذا، يجب أن يتم تمثيل المسلمين تمثيلا حقيقيا، ولهذا يجب أن تحتوي هذه الجمعية على ممثلين عن الأزهر والإخوان والسلفيين وأنصار السنة وحتى الصوفيين والجماعة الإسلامية وباقي الجماعات الدينية، إضافة إلى ممثلين من جميع النقابات ليمثلوا عامة الشعب.. كما يجب أن تحتوي اللجنة عن ممثلين عن جميع طوائف المسيحيين الموجودين في مصر، وعن بدو سيناء وبدو الصحراء الغربية والنوبيين.. أما الاقتصار على الأحزاب السياسية مهما كان عددها، فسيجعل الجمعية التأسيسية ممثلة للعلمانيين وحدهم وهم دخلاء لا جذور لهم في المجتمع، ولا يمثلوننا في شيء، ولا يحق لهم التحدث باسم المسلمين والمسيحيين وعامة الشعب المصري.. لهذا لست قلقا ممن يحاولون إفزاعنا من أن الإخوان والحزب الوطني هم من سيكتبون الدستور القادم، فعلى العكس، وجود الإخوان في مجلس الشعب هو ما سيضمن حسن اختيار الجمعية التأسيسية وشمولها لكل تيارات المجتمع المصري.
كما أقترح أن يتم إنشاء صفحة للجمعية على الفيس بوك، أو موقع رسمي أو ما شابه، وتوضع نقاشات المواد علنا على هذه الصفحة، بحيث نشارك جميعا في النقاش، لكي يتضح حجم التأييد والرفض لكل مادة، ولكي يستفيد واضعو الدستور من اقتراحاتنا.. لقد مضى زمن الوصاية، وعصر التقنية يتيح لنا جميعا أن نشارك في وضع الدستور الذي يمثلنا.

الأحد، 20 مارس 2011

الأغلبية قالت نعم للتعديلات

ظهرت نتيجة الاستفتاء، وقال 77.2% نعم للتعديلات (أكثر من 14 مليون قالوا نعم من إجمالي 18 مليون مصوت).. وهذه النسبة الكاسحة ترسل رسائل كثيرة لا لبس فيها، منها:
-  أن البرادعي لا يملك تأثيرا حقيقيا في الشارع، ولم يستطع حشد الناس وراءه ليقولوا لا.. فكيف يتصور أن يحشد الناس وراءه ليقود دولة؟
-  أن الأحزاب السياسية والنخبة المثقفة في واد، والشعب المصري في واد آخر.. وعليهم أن يراجعوا أنفسهم وتوجهاتهم، لينتموا فعليا إلى هذا الشعب، لا إلى أيدلوجيات عفا عليها الزمن مستوردة من أمم بائدة من الشرق والغرب.
-  أن الفريق الذي أرادها حربا بين العلمانيين والإسلاميين ارتكب كالعادة نفس حماقات النظام البائد.. فالآن يستطيع أن يقول الإخوان والسلفيون أنهم يمثلون 77.2% من المجتمع المصري باعتراف خصومهم الذين اتهموهم بأنهم المحرضون على قول نعم!.. هذا نوع من الغباء السياسي المستفحل، بمنح الخصم دعاية مجانية لا يحلم بها، ولا يجرؤ هو نفسه على ادعائها.. تماما كما نسب النظام السابق الثورة إلى الإخوان منذ بدايتها وظل يصر على هذا إلى أن سقط!
-  أن الناس قلقة من الفراغ الموجود في مؤسسات الدولة، وأن مصالحهم متوقفة، وأنهم يبحثون عن الاستقرار العاجل، فالثورية ليست أن تقول لا لمجرد الرفض وفرض إرادتك على الدولة حتى لو على حساب تدميرها، بل في أن تحسب المكاسب والخسائر وتختار الأصلح للناس جميعا.. والحمد لله أثبتت التجربة أن الجزء الشكلي المهتم بالجدليات القانونية هو الجزء الأقل في مصر، وأن الأغلبية تبحث بالفطرة عما ينفعها، ولا يعنيها مصلح دستور مرقع أو دستور جديد، بل يعنيها في الأساس النتائج الفعلية على أرض الواقع.. وهذا هو التفكير العملي النفعي الذي تقوم عليه الديمقراطيات في العالم كله، حتى إن بعض الدول المتقدمة ليس لديها دستور مكتوب أصلا.
فلعل هذه التجربة وهذه الدروس تفيدنا جميعا، لأن المهمة ما زلت شاقة والمشوار ما زال طويلا، وعلينا أن نحسّن أداءنا ونوحد جهودنا في المرحلة المقبلة لإعادة بناء هذا الوطن، سواء كنا ممن قالوا نعم أو ممن قالوا لا.

كيف أنساها؟

كــيف أنســــاهــا؟

يا نجمةَ الليلِ قولي كيفَ أنساها
والنبضُ والحسُّ والأنفاسُ ذِكراها؟
جاءَ الربيعُ وذي الأطيارُ عائدةٌ
والنورُ والعطرُ والأنسامُ، إلاها
ما زلتُ أذكرُ والأزهارُ وجنتُها
ما زلتُ أذكرُ لَهْـفي حينَ لُقياها
والخوفُ في صوتِها الفتّانِ يأسرُني
والبسمةُ الخَجلَى قد زيّـنت فاها
أَخفَى الغيابُ عن العينينِ بهجتَها
والشِّعرُ ـ منغمسا في الشوقِ ـ غنّاها
أنّاتِ قلبٍ جريحِ النبضِ أُرسلُها
علّ التي أسرفتْ في الهجرِ ترعاها
أُهدِي إليها مع الأنسامِ سوسنةً
في كلِّ أوراقِها سَطرّتُ "أهواها"
يا نجمةَ الليلِ قولي هل ذَوَي حُلْمي
أم أنَّ فاتـنتي يوما سألقاها؟

محمد حمدي غانم
20/3/2011

السبت، 19 مارس 2011

تأملات مصوت

الحمد لله وضعت صوتي وقلت نعم، وأديت أمانتي تجاه وطني كما أؤمن بها.
هناك عربة مدرعة للشرطة العسكرية تقف الآن أمام نقطة الشرطة في مدينة الروضة.. تخيلوا كم ألف عربة مثلها تقف الآن في كل مدن وقرى مصر.. من كان يرضيه أن يحمل الجيش هذا العبء الثقيل ويترك الحدود المشتعلة بلا حماية كافية، فليقل لا للتعديلات.. أما من أراد عودة الاستقرار ومؤسسات الدولة، فليذهب فورا ويقل نعم.
ونتذكر جيدا أنه كلما طالت الفترة الانتقالية، زادت فرص الصدام بين الجيش والشعب، مما يهدد بتدمير جيش مصر.. قل نعم لتحمي جيش مصر.
الجدير بالذكر أن هذه أول مرة في حياتي أضع فيها صوتي.. في عام 1999 ذهبت لأضع صوتي في استفتاء الرئاسة، وطبعا كنت أنوي أن أقول لا لمبارك مهما كانت النتيجة، لكني حينما وصلت كانت اللجنة قد قامت بالواجب ومنحته كل الأصوات، وقال لي المسئول: ألم تكن ستقول نعم؟.. لقد قلناها لك!
هذه ذكريات كئيبة لا داعي لتذكرها الآن.. فاليوم يحق لكل مصري أن يذهب ويقول رأيه كما هو مقتنع به.
وربنا يكتب الخير لمصر ولشعبها.

الجمعة، 18 مارس 2011

حلقات مفرغة


دستور 1923 صنع ما أسماه عبد الناصر بثورة يوليو!
دستور 1954 صنع ما أسماه السادات بثورة التصحيح!
دستور 1971 صنع ما أسماه الشعب ثورة 25 يناير!
فيا ترى، ما الثورة التي سيصنعها الدستور القادم؟

الخميس، 17 مارس 2011

كفاءة الأداء: التعديل الدستوري على قدر الحاجة السياسية

كفاءة الأداء: التعديل الدستوري على قدر الحاجة السياسية

العائشون في الوهم، يريدون شل مصر إلى حين وضع دستور جديد أولا، وعجز خيالهم عن تصور كم الصراعات والشقاقات التي ستحدث عند صياغة دستور جديد كامل، رغم أنهم يرون بأم أعينهم حجم الجدل واللغط الحاليين بسبب تعديل 9 مواد فقط، تدور كلها حول محورين اثنين لا أكثر: تقليص بعض سلطات الرئيس، وتنظيم العملية الانتخابية وضمان نزاهتها، وهما أمران طالما حلمنا بهما لستين عاما، وحينما صار الحلم حقيقية، بدأ البعض يستكبر ويطمع في المزيد.
إذن فلأخبركم بعينة مما سيحدث لو حاولنا صياغة دستور جديد كامل الآن:
-  البعض سيرفض الدستور الجديد بسبب بقاء المادة الثانية والبعض سيرفضه بسبب حذفها.
-  البعض سيرفض الدستور الجديد بسبب النظام الرئاسي والبعض سيرفضه بسبب النظام البرلماني.
-  البعض سيرفض الدستور الجديد بسبب بقاء كوتة العمال والفلاحين والنساء، والبعض سيرفضه بسب حذفها.
وغير هذا الكثير من نقاط الخلاف الفكرية والدينية والأيدلوجية والفئوية والاجتماعية التي ستفجر صراعات عنيفة بين الأحزاب المختلفة.
هنا تتجلى عبقرية التعديلات الحالية التي طلبها الجيش المصري من اللجنة برئاسة المستشار المخضرم طارق البشري: حيث تم قصر التعديلات على مجموعة من المواد التي لا تتعلق بالأيدلوجيات الدينية أو الفكرية أو المنظومة الاجتماعية أو الفئوية، بل تتعلق فقط بالإصلاحات اللازمة لإعادة بناء مؤسسات الدولة التشريعية والرئاسية من جديد، بطريقة تحقق مطالب الثورة.. وتتجلى عبقرية هذا في أمرين:
1- ضمان عودة الحياة الطبيعية إلى مصر في أسرع وقت، بأقل تعديلات ممكنة وبدون إشعال مزيد من الفتن والصراعات.
2- إجراء التعديل على مرحلتين يضمن لنا الحصول على الحد الأدنى الضروري من التعديلات للانطلاق على طريق الحرية، مع تأجيل باقي التعديلات المرجوة إلى معركة صياغة دستور جديد.. فإن نجحت المعركة كان خيرا ونكون قد حققنا كل طموحاتنا.. أما إن فشلت المعركة وتم إجهاض مشروع الدستور الجديد بسبب الخلافات بين الأحزاب أو تم رفضه شعبيا لأي سبب، لا نكون قد خسرنا كل شيء، بل نكون غنمنا التعديلات الدستورية الأساسية.. وهذا تخطيط عبقري ومتعارف عليه في النظم الهندسية، حيث يتم تقسيم النظام إلى طبقات Layers، مما يجعل تصميمه وصيانته أبسط وأسهل وأرخص وكفاءته أعلى.. ولقد قسم الجيش عملية التحول إلى الديمقراطية إلى طبقتين بمنتهى البراعة: طبقة الأساس المشترك (التعديلات والانتخابات والمؤسسات) والطبقة النهائية (الدستور الجديد والنقاش المجتمعي الشامل).. ومن الحكمة أن ندرك أن الطبقة الثانية لا يمكن أن تبنى إلا بعد بناء الطبقة الأولى، فهما متراكبتان.
وعرفانا منا للجيش المصري، وتقديرا لدقته وكفاءته ورغبته في صالح الشعب والوطن وليس فئة معينة دون فئة، يجب أن نذهب جميعا يوم السبت القادم بإذن الله لنقول نعم في الاستفتاء.
نعم للاستقرار..  نعم لعودة المؤسسات.. نعم لأول انتخابات نزيهة في مصر.. نعم لأول رئيس منتخب في تاريخ مصر.
نعم للتعديلات.. وشكرا للجيش ولجنة التعديل.

الأربعاء، 16 مارس 2011

تعديلات في اليد، خير من دستور على الشجرة

تعديلات في اليد، خير من دستور على الشجرة

يبدو أن بعض المصريين طماعون، فهم يريدون أخذ كل شيء دفعة واحدة، وإصلاح كل شيء في لمح البصر بدون تدرج.
وكان هذا سيبدو جميلا ورائعا، لو أن ظروف مصر والمنطقة مستقرة، أو أن هذه المطالب ستتحقق عاجلا.. لكن الكارثة هي أنهم يرفضون المكسب القليل العاجل، طمعا في مكاسب متوهمة آجلة، في ظل الفوضى الشائعة في مؤسسات الدولة حاليا، وانهيار اقتصادي يهدد بإفلاس بلد مدين بترليون جنيه لن نستطيع سد فوائدها، وفي ظل حرب مشتعلة جوارنا في ليبيا قد تنتقل إلى داخل حدودنا الغربية في بضعة أيام إن اقتحمت قوات القذافي بنغازي، مع وجود انفلات أمني في سيناء، وتهديدات من الحدود الجنوبية تضاف إلى انفصال جنوب السودان، ومشاكل حول حصتنا من مياه النيل، واضطرابات في معظم الدول العربية تهدد بعودة ملايين المصريين من الخارج، هذا إضافة إلى كوارث اقتصادية عالمية من تداعيات الأزمة المالية الأمريكية وأزمة ديون أوروبا وزلزال وتسوناني اليابان وما إلى ذلك.
في ظل كل هذا، يؤسفني أن أقول إن الذين يريدون أن يقولوا "لا" في الاستفتاء، سيضيعون من أيدينا مكاسب مضمونة، من أجل أوهام براقة لا تمت للواقع القبيح بصلة، فلا أنا ولا أنتم ولا أي أحد يستطيع أن يجزم ماذا سيكون حال مصر والمنطقة كلها بعد ستة أشهر، ولا إذا ما كنا سنتورط في حرب أو أكثر، يضطر معها الجيش إلى فض المولد وتسليم السلطة إلى رئيس دكتاتوري قسرا لكي يدير البلاد.
لكل هذا أقول: كفاكم طمعا وأحلاما.. اغتنموا الفرصة المتاحة وقولوا نعم، لكي نعيد للدولة شكلها الطبيعي بأسرع وقت ممكن بمجلس نزيه ورئيس محدد المدة، وحتى إن كانت له صلاحيات واسعة في الدستور الحالي، فهي تجعله قادرا على مواجهة التحديات الجسيمة، وسيتم تقلصيها بإذن الله في الدستور الجديد.
هذا هو أفضل ما نحلم به حاليا، قبل أن نجد أنفسنا في مواجهة كوارث من كل حدب وصوب، بلا رئيس وبلا مجالس نيابية وبلا شرطة وبلا اقتصاد، وبلا دولة!!

فلنحسبها أولا قبل أن نقول لا أو نعم

فلنحسبها أولا قبل أن نقول لا أو نعم

دعونا نتخيل ماذا سيحدث لو قلنا لا للتعديلات، ثم انتظرنا 6 أشهر مضطربة لوضع دستور جديد كامل، ولأي سبب ما تم رفض هذا الدستور الجديد (كأن تزال منه المادة الثانية مثلا).. في هذه الحالة سيكون الوضع كالتالي:
-       عدنا إلى دستور 1971 كما هو بدون أية تعديلات من أي نوع.
-  ليس لدينا مجلس شعب ولا شورى ولا رئيس، وإن تم انتخاب المجلسين والرئيس بعد ذلك، فسيتم هذا تبعا للدستور القديم بدون إشراف قضائي!
-       سندخل في مهاترات حول إعادة صياغة دستور ثالث ومظاهرات وثورات وفوضى في الشوارع.

إذن دعونا نتخيل ماذا يحدث لو قلنا نعم للتعديلات الدستورية الحالية، ثم رفضنا الدستور الجديد بعد ذلك لأي سبب.. في هذه الحالة:
-       سيكون لدينا مجلس شعب ومجلس شورى منتخبان انتخابا نزيها.
-  سيكون لدينا رئيس للبلاد منتخب انتخابا نزيها ولمدة أربع سنوات فقط وبحد أقصى فترتين رئاسيتين، ولا يستطيع مد قانون الطوارئ لأكثر من 6 أشهر إلا باستفتاء شعبي.
-  يستطيع الرئيس أو نصف أعضاء المجلسين طلب إعادة إنشاء دستور ثالث كما تنص المادة 189 المعدلة، بدون أي حاجة لفوضى في الشوارع!
السؤال الآن:
هل ستقول نعم أم لا؟
وأيهما أقل مخاطرة، ويحقق مكاسب مضمونة وعاجلة؟

الثلاثاء، 15 مارس 2011

تضليل

غريب جدا أن يكون لبعض الأحزاب مرجعية ماركسية شيوعية، وبعضها الآخر مرجعية ليبرالية غربية، ولا يسمح أن تكون هناك أحزاب بمرجعية إسلامية في بلاد إسلامية، رغم أن الغرب فيه أحزاب يمينية مسيحية متطرفة وتصل إلى الحكم أيضا!!
والأغرب أنهم يسمون هذا حرية وديمقراطية!!

الشارع هو الشارع والثورة هي الدستور

الشارع هو الشارع
والثورة هي الدستور

بعيدا السفسطة الكلامية والشكليات القانونية:
الدستور ليس حبرا على ورق، وإلا لكنا أسعد أمة في العالم لو  تم تنفيذ البنود الكثيرة الجميلة الموجودة في الدستور القديم!
الدستور الحقيقي هو ما يتفق الناس على فعله ويستميتون في الدفاع عنه والوقوف في وجه مخالفه.. لهذا لا أرى مشكلة حتى لو ألغينا الدستور الورقي المكتوب حاليا، لأن قوة الشارع هي الشارع، وهي من أجبر رئيسا ونائبه ووزارته ومجالسه وحزبه ورؤساء صحفه على الرحيل بدون قوانين ولا دساتير.
الشعب هو الدستور، ويجب أن نقول نعم للتعديلات لكي يتحرك هذا الشعب إلى الأمام ويؤسس مؤسساته كما يريد، ومن ثم ندون ما يفعله على الورق ليكون الدستور الجديد.. أما استمرار مرحلة الفوضى وتفكك الدولة الحالية، فسيحولنا إلى صومال كبير تعبث به فلول الحزب الواطي ورجال أعماله ولصوصه وبلطجيته.

الأحد، 13 مارس 2011

نعم للتعديلات الدستورية.. لا لانتخاب طاغية أولا

نعم للتعديلات الدستورية.. لا لانتخاب طاغية أولا

حتى الآن، الاستفتاء على التعديلات الدستورية سيكون بإذن الله يوم 19 مارس، إن لم يتم تأجيل هذا الموعد فجأة.
ومن وجهة نظري المبنية على استماعي لنقاسات كثيرة في الفضائيات بين محللين ودستوريين ومثقفين من اتجاهات مختلفة، فإن التعديلات الدستورية التي قدمتها لنا لجنة تعديل الدستور تحقق لنا المزايا التالية:
-  فترة انتقالية قصيرة، تضمن للجيش العودة إلى مهامه الأصلية، خاصة مع الاضطرابات الحالية على الحدود المصرية من الشرق والجنوب والغرب.
-  تحمينا من خطر حكم عسكري جديد بعد أن اكتوينا بحكم أربعة من العسكر لستة عقود متوالية دمروا فيها كل شيء في مصر.
-  تضمن لنا المادة 185 مكرر إنشاء دستور جديد بعد ترشيح مجلسي الشعب والشورى، وبالتالي تعطينا الفرصة لتقليص صلاحيات الرئيس قبل انتخابه.
أما الكلام عن إنشاء دستور جديد الآن، فهو كلام غير مسئول، فمن هو الذي سيضع هذا الدستور ومن الذي سيناقشه؟.. كما أن هذا الاقتراح يقتضي مد فترة الحكم العسكري لفترة طويلة، لتفصيل مصر على مقاس بضعة علمانيين منتفعين!
من المهم أن نعرف أن هذه التعديلات أجرتها اللجنة على اعتبار أن المسار الطبيعي للأمور هو انتخاب مجالس تشريعية لتضع دستورا جديدا، ومن ثم يتم انتخاب رئيس جديد على أساسه.. ولكن العلمانيين الذين يعرفون جيدا أن الحرية ستجعلهم يخرجون من المولد بلا حمص، أخذوا ينبحون لانتخاب رئيس للبلاد أولا، لكي يضمن لهم تفصيل انتخابات ودستور يخدم مصالحهم ويواصل إقصاء الإسلاميين والمثقفين الوطنيين والشعب المصري عن العملية السياسية!
فلو تم ترشيح رئيس أولا، فسيمتلك كل صلاحيات الدكتاتور السابق، ويزيد عليها عدم وجود مجالس تشريعية تراقبه، وسلطته المطلقة في وضع الدستور الجديد وإنشاء المجالس النيابية على هواه، بتحريض من نفس جوقة المنافقين العلمانيين الذين يزينون له سوء عمله، ويبررون له تفصيل مصر على مقاسه ومقاسهم بحجة الخطر الأصولي المزعوم، لنظل ندور في فلك نفس الأقلية المجرمة التي تحارب شعبها إلى ما لا نهاية!!
لهذا إن كان ولا بد من ترشيح رئيس أولا، فيجب أن يتم وضع دستور جديد أولا، وفي هذه الحالة يبرز السؤال البديهي مرة أخرى: أين المجالس التي ستناقش بنود هذا الدستور؟
وهل يرضى العلمانيون باعتماد النقابات كبديل لمجحلسي الشعب والشورى في مراقبة الحاكم، ووضع الدستور الجديد؟
ثم السؤال الذي يحيرني هو: لماذا يثق العلمانيون في قدرة الشعب المصري على انتخاب رئيس، ولا يثقون في قدرتهم على انتخاب ممثلين عن دوائرهم في مجلس الشعب؟!!.. هل الاختيار الأصغر أسهل من الاختيار الأكبر؟
فهل السبب أن الإخوان أعلنوا أنهم لن يترشحوا للرئاسة؟
هذا الكلام قاله الإخوان باعتبار أن هناك انتخابات نيابية، لكن لو تغير الاتجاه، فمن يدرينا أنهم لن يتقدموا للترشح للرئاسة، وفي هذه الحالة سيصلون إلى الحكم المطلق بدون أي رقابة عليهم من مجلسي الشعب والشورى، مع قدرتهم على تفصيل دستور جديد لمصر كما يشاءون!
فهل هذا هو ما ينادي به العلمانيون؟
أما من ينادون بمجلس رئاسي انتقالي فيه ممثل عسكري، فسيواجهون نفس السؤال: ألن يكون في هذا المجلس عضو عن الإخوان بداهة باعتبارهم أكبر فصيل سياسي في مصر بعد سقوط الحزب الواطي؟
لهذا أقول لمثل هؤلاء: إن الإخوان الذين تفرون منهم فإنهم ملاقونكم في أي اختيار، والأفضل لكم ولنا جميعا في هذه المرحلة الانتقالية أن نوزع الحصة في مجلس الشعب بين طوائف المجتمع، بدلا من أن نسلم التركة كلها لرئيس واحد يمثل اتجاها واحدا، أو لمجلس رئاسي يمثل فئات قليلة، وندخل في متاهات.
أما من يقولون إنهم يحتاجون إلى فترة لتنظيم صفوف الأحزاب فأرد عليهم بهذه النقاط البسيطة:
-  ليست مشكلة ألا تدخلوا مجلس الشعب الآن.. خيرها في غيرها!.. هذه ليست آخر انتخابات في مصر.. نظموا صفوفكم استعدادا للانتخابات التالية.
-  الأحزاب الموجودة تحتاج إلى عدة سنوات وليس عدة أشهر لكي تنظم نفسها في الشارع وتنشر فكرها، إن كان هناك أصلا من هو على استعداد ليسمع خطابات بائدة عن الشيوعية والاشتراكية والناصرية والوفد وسعد سعد يحيا سعد.. صباح الخير يا كتاكيت.. نحن في القرن الحادي والعشرين، والليبرالية والرأسمالية نفسهما تنهاران الآن في الغرب كما نرى!
-  إن كانت هذه الأحزاب تكفيها سنة واحدة لتنظيم صفوفها كما تدعي، فالتعديلات الدستورية تضمن لها هذه السنة المؤقتة، لأن الفترة الانتقالية ستكون ستة أشهر، وبعد انتخاب المجالس النيابية سيتم وضع دستور جديد في خلال ستة أشهر أخرى، وهذا معناه إعادة انتخاب الرئيس وهذه المجالس مرة أخرى وفقا للدستور الجديد، وبالتالي تكون هذه الأحزاب جاهزة فعليا للانتخابات الجديدة.
أرجو من الجميع التصويت بنعم على التعديلات، والتمسك بإجراء الانتخابات النيابية أولا، وعدم السماح لأي فئة مغرضة بتفصيل مصر الجديدة على مقاسها.. ثم بعد أن نعبر هذه المرحلة الانتقالية، لا مانع أن نعيد طرح كل المسلمات للنقاش من جديد، وأنا أساسا أتحفظ على النظرية الديمقراطية برمتها، وأرى أنها عفا عليها الزمن، بدليل هذه الورطة التي نحن فيها!

محمد حمدي غانم
13/3/2011

صفحة الشاعر