المتابعون للمدونة

الخميس، 22 سبتمبر 2011

المسيحيون والنصارى

المسيحيون والنصارى

كثيرا ما أري المسيحيين يرفضون إطلاق لفظ النصارى عليهم، وهو رفض يصل في بعض الأحيان إلى درجة الغضب والعصبية، وكأن كلمة النصارى سبة لهم، أو كأنها تعادل بالنسبة لهم لفظة الكفرة أو الفجرة أو ما شابه!
وهذا الأمر لا يتوقف فقط عند عوامهم، بل شاهدته أكثر من مرة في البرامج الحوارية في التلفاز مع قساوستهم ومثقفيهم، الذين ينتفضون غضبا عند سماع كلمة النصارى، ويردّون فورا مطالبين بتسميتهم بالمسيحيين، وهو ما يعني أن هناك تنفيرا شاملا تم إجراؤه لهم على أعلى المستويات!
والحقيقة أن كلمة "النصارى" هي جمع "نصرانيّ"، وهو من نصر المسيح بن مريم، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ).
أما المسيحي لفظا، فهو من نسب نفسه للمسيح، ولا يدل اللفظ بأي حال من الأحوال على نصرته للمسيح عليه السلام.
ويقال أيضا إن "النصراني" منسوب إلى الناصرة، وهي البلدة التي ولد بها المسيح عليه السلام في فلسطين.. وسواء كان النصراني من أنصار المسيح أو من ناصرة المسيح، يحمل اللفظ تشريفا واضحا لصاحبه، وليس ذما وقدحا كما يظنون اليوم!
لهذا أقول لإخواننا في الوطن: في الحقيقة مناداتنا لكم بالنصارى تشريف لكم حتى لو لم تفهموا هذا، لأننا ننسبكم إلى الحواريين وأنصار المسيح عليه السلام، أو إلى موطن المسيح عليه السلام.
إضافة إلى هذا، من يرفضون التسمي بالنصارى، استدعوا إلى ذهني قوله تعالى:
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82}‏)
الملاحظ أن الآية الكريمة لم تقل "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً النصارى" كما ذكرت اليهود باسمهم مباشرة، بل حددت بالضبط أن أقرب الناس مودة للمسلمين "الذين قالوا إنا نصارى".. فهل يمكن أن أستنتج من هذا أن الذين يرفضون أن يقولوا عن أنفسهم "إنهم نصارى" ويرفضون أن نناديهم بهذا، قد يُخرجون أنفسهم من دائرة هذه المودة؟!.. وأليس هذا ملاحظا بالفعل اليوم من بعض المتعصبين """المسيحيين"""؟!.. فالحذر الحذر يا إخواننا في الوطن!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر