المتابعون للمدونة

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

الأيادي القذرة تسرق الثورة

الأيادي القذرة تسرق الثورة

في اجتماع هيلاري كلينتون مع ممثلي الاتحاد الأوروبي أثناء الثورة المصرية قالت المستشارة الألمانية إن الانتخابات المبكرة في مصر ستكون خطأ فادحا ووافقها على ذلك الجميع.. وتوني بلير كرر نفس الكلام بعد ذلك.
وقد زارت هيلاري مصر قبل الاستفتاء بأيام، وعلمت من يومها أن مسار الأحداث سيتغير.. وبالفعل قبل ساعات قليلة من الاستفتاء أعلن المجلس العسكري أن الانتخابات ستكون في سبتمبر (والمفروض أنها كانت في يونيو)، وأن المواد المعدلة ستوضع في إعلان دستوري.. والآن نكتشف أن الانتخابات قد تكون في ديسمبر!!
طبعا كل ما كان يحتاجه البنتاجون والسي آي إيه والعقول الشيطانية من خبراء أمريكا الاستراتيجيين هو الوقت، وقد منحه لهم العلمانيون في مصر وتونس بالفوضى والجدال العقيم والضغط على المجلس العسكري لتعطيل الانتخابات.. هذا الوقت كان كافيا لإنشاء العديد من القنوات الفضائية المشبوهة، وتمويل مئات الائتلافات والمنظمات بملايين الدولارات، والضغط لفرض مبادئ فق دستورية، ووضع الخطط للتلاعب بالانتخابات التالية، لضمان عدم تفوق الإسلاميين فيها، وذلك عن طريق الآتي:
-    50% عمال وفلاحون، سيعيدون نفس الوجود القديمة، أو سيقدمون وجوها جديدة من نفس النوعية القديمة.
-              50% دوائر فردية، ستعيد نفس العصبيات ونفوذ المال والخدمات والبلطجة وعناصر الحزب الوطني.
-    تم تقسيم الدوائر الانتخابية بطريقة عجيبة غير متقاربة في عدد الناخبين، وأظن أن هذا التقسيم يهدف إلى تقليل عدد نواب الإسلاميين في أماكن انتشارهم بجعل الدائرة كبيرة جدا وأخذ عدد صغير من النواب منها!.. طبعا هذا أمر غير منطقي، فالمفروض أن يمثل كل نائب عدد متساويا من الناخبين، فلا يعقل أن يأتي نائب ممثلا عن عدة آلاف، ويكون لصوته في المجلس نفس ثقل صوت نائب يمثل عدة ملايين!!

الخلاصة:
إن الذين يظنون أننا دولة مستقلة أو أننا حتى نقترب من هذا واهمون، على الأقل لأننا نأخذ معونات مستمرة من أمريكا وأوروبا بسبب تخلفنا الحضاري وعدم إنتاجنا لغذائنا وأدواتنا، وسوء توزيعنا الجغرافي، وفشل تنظيمنا الإداري، ونظام تعليمنا المتخلف.. وكل هذا لن يصلحه لا دستور ولا برلمان ولا انتخابات ولا رئيس، لأنه سيحتاج جهدا جبارا لإعادة تربية الشعب المصري كله من جديد عوامّه ومثقفيه، وإعادة تخطيط هيكل الدولة كلها، ونسف نظام التعليم من جذوره والتخلص من القطعان المساقة فيه بلا هدف للاعتماد على الكيف وليس الكم، وهي مهمة تحتاج 20 عاما على الأقل.. هذا إن تركت لنا أمريكا وعملاؤها العلمانيون الفرصة أصلا!
أظن أن الأمور لو سارت على نفس هذا المنوال، وسرقت النخبة البوليسية والنخبة المثقفة العلمانية هذه الثورة ـ كما حدث في كل الثورات السابقة، التي تغيرت فيها النخبة السياسية لكن لم تتغير النخبتان البوليسية والثقافية، وهما أساسا من يعيد خلق نفس النخبة السياسية الفاسدة ـ فالطبيعي أن ننتظر ثورة أخرى في الجيل التالي، لأن أيا من المشاكل التي أدت إلى هذه الثورة لن تحل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر