المتابعون للمدونة

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

ملاحظات على المشكلة النوبية

ملاحظات على المشكلة النوبية

عند فض اعتصام بعض الائتلافات النوبية من أمام مبنى محافظة أسوان بالأمس للمطالبة بإعادة النوبيين إلى أرضهم الأصلية وراء السد العالي، قام بعضهم بإحراق مبنى المحافظة!
عندي بعض الملاحظات في هذا الخصوص:
1- هناك دعوات فعلية لإنشاء دولة نوبية في جنوب مصر وشمال السودان، وهذا ما لا يمكن السماح به لأنه يهدد الأمن القومي المصري والسوداني.. أظن المطالبين بهذا من النوبيين المصريين أقلية، لكن في ظل ظروف الفوضى الحالية في مصر، إضافة إلى حماس كل الأقليات في المنطقة بعد انفصال جنوب السودان، يجب علينا أخذ الموضوع بمنتهى الجدية، ونزع فتيله مبكرا.. ولا يجب علينا الاستهانة بموضوع حرق مبنى المحافظة، لأنه يمكن أن يكون بادرة لتصعيد الأمور، وأرجو من الجيش والمخابرات المصرية أن يعالجوا هذه الازمة بمنتهى الحذر، وألا تترك للشرطة والأمن الوطني، لأن أساليبهما العدائية الاستفزازية ستثير مشاعر النوبيين، وقد تؤدي إلى كارثة.
2- إذا كان النوبيون يريدون العودة إلى جنوب السد العالي، فليعودا.. ما الذي يمنعهم؟!.. الأراضي فارغة وشاسعة، وبحيرة السد العالي تعج بالثروات السمكية.. فليذهبوا بأنفسهم ويعيدوا بناء حضارتهم، وسيكون لهم منا كل تقدير لتعميرهم هذا الجزء الفارغ من مصر!
3- لكن إن كان النوبيون ينتظرون من الحكومة المصرية إعادتهم إلى أراضيهم على حساب الشعب المصري، فهذا مستحيل حاليا بكل المقاييس، لأنه يحتاج من الدولة إنفاق مليارات هائلة من الجنيهات لتعمير منطقة جنوب السد العالي، بما في ذلك مد شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي، وإنشاء المساكن والمدارس والمستشفيات وأقسام الشرطة والإدارات الحكومية، واستصلاح مئات آلاف الأفدنة لتمليكها للنوبيين وحدهم دون غيرهم ليصير كل واحد منهم إقطاعيا ومليونيرا!!.. وبخلاف عدم توفر مثل هذه الموارد الهائلة حاليا، فإن هذا يخالف مفهوم المواطنة، ويهدد الأمن القومي، ويستنزف نقود المصريين من أجل مشروع عرقي لصالح فئة صغيرة.. لهذا يجب أن يتم تعمير منطقة جنوب السد بأيدي جميع المصريين، ويتم تخطيط المنطقة وتوزيعها بالعدل بين جميع المصريين الراغبين، وهذا من جهة أخرى سيحافظ على الأمن القومي ويخمد أوهام الانفصال التي تتلاعب بعقول بعض النوبيين.. ولا مانع من تخصيص قرى للنوبيين تحافظ على نسقهم التراثي، وتكون مساحاتها معقولة، وعلى مسافات آمنة من ضفاف بحيرة ناصر، تحسبا لأي فيضانات عالية مفاجئة.. وطبعا كل هذا يحتاج إلى خطط طويلة الأمد وخطوات تدريجية بسبب ما يتطلبه من ميزانيات هائلة.
4- أظن أن الدولة لو اهتمت بتحسين ظروف حياة النوبيين في أسوان، فلن يستمعوا لدعاة العودة إلى ما وراء السد، ودعاة الانفصال.. فكثير من أجيالهم الجديدة لا يجيد اللغة النوبية، وكثيرون منهم هاجروا إلى القاهرة كما هو حال معظم الصعايدة، ولا أظن أجيالهم الشابة الموجودة حاليا تقدر على العيش في أقصى الجنوب حيث درجة الحرارة تصل نهارا إلى 50 درجة مئوية صيفا وشتاء، بما في ذلك من مشقة وبعد عن المدنية والنشاط التجاري الرئيسي في مصر.. لهذا قد يكون الحل بسيطا، بمزيد من رعاية الدولة للنوبيين المقيمين في أسوان.
5- المزعج في الأمر، هو الدور المشبوه للبرادعي في هذه القضية، فكل هذه الحسابات لا تعنيه في شيء، فراح يتلاعب بمشاعر النوبيين ويذكي حماسهم أكثر، ولم يتورع حتى عن دعوتهم لتدويل قضيتهم، حتى لو أدى هذا إلى تفتيت مصر.. المهم عنده أن يصل إلى الكرسي مهما كان الثمن.. هذا الشخص يجدب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى.
ملحوظة: بعض أتباع البرادعي يقولون إن النوبيين أنفسهم نفوا أن يكون البرادعي حرضهم على تدويل قضيتهم، ويحيلونك إلى مقال يقول هذا، وهو كلام مضحك للغاية، فتحريض البرادعي للنوبيين مسجل بالصوت والصورة في هذا المقطع، وقد نصحهم بذلك مرتين، في منتصف المشهد وفي نهايته، وحدد لهم بالاسم من يجب أن يتوجهوا إليه:





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر