المتابعون للمدونة

الأربعاء، 9 فبراير 2011

هل هي حقا ثورة الشباب وحدهم؟

هل هي حقا ثورة الشباب وحدهم؟

يبدو أن الإعلام المصري الخبيث نجح في استدراج بعض الشباب الثائر إلى فخ أن هذه ثورتهم وحدهم ولا يحق لأحد ركوب موجتها معهم، وهو كلام ردده وائل غنيم نفسه بدون وعي في أحد لقاءاته، مما يهدد بشق الصف وتدمير الثورة من داخلها.
فالحقيقة الواضحة والتي يجب أن يعيها الجميع، أن هذه ثورة الشعب المصري كله، حتى لو كان من أشعل شرارتها بعض شباب الفيس بوك.
هي ثورة تاريخ 80 عاما من نضال الإخوان واضطهاد الحكومات المتعاقبة لهم أثناء الاحتلال وبعده، وصبرهم على السجون والاعتقالات والتشويه الإعلامي والتضييق الاقتصادي.
وهي ثورة عشرات الآلاف من خطباء المساجد وشيوخ الإسلام الذين قاوموا النظام من فوق المنابر تصريحا أو تلميحا، وحموا الفضائل والمثل والقيم العليا من تخريب إعلام النظام.
وهي ثورة عمرو خالد وعشرات الآلاف من صناع الحياة، الذين بثوا الوعي في روح هذا الجيل، وجمعوه على أهداف لها قيمة.
وهي ثورة جمعية رسالة وشبابها الذين خرجوا لإصلاح المجتمع طوال العقد الماضي.
وهي ثورة شباب الجامعات الذين هدروا بالمظاهرات في الجامعة اعتراضا واحتجاجا على كل جريمة يرتكبها النظام.
وهي ثورة القنوات الفضائية الإسلامية، وكل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
وهي ثورة حمدي قنديل ورئيس التحرير وقلم رصاص واختراق وظل أحمر و 90 دقيقة وغيرها من البرامج التي فضحت الفساد على القنوات المصرية الحكومية والخاصة.
وهي ثورة الدستور وإبراهيم عيسى ونبيل فاروق وأحمد خالد توفيق وآلاف من المفكرين والصحفيين والإعلاميين والكتاب والشعراء الذين فضحوا الفساد وكشفوا ظلم النظام، لكي يجعلوا الشباب يصل إلى هذا الوعي.
وهي ثورة قناة الجزيرة التي كشفت ممارسات النظام المصري في الداخل والخارج طوال 15 عاما مضت.
وهي ثورة البدري فرغلي ونقابات العمال وعمال غزل المحلة وإضراب 6 إبريل، والمعتصمين على رصيف مجلس الشعب.
وهي ثورة حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير ومظاهرات نقابة الصحفيين التي لم تنقطع أسبوعا واحدا تقريبا طوال السنوات الأخيرة.
وهي ثورة ملايين الشباب على الفيس بوك والمدونات والمنتديات، الذين كتبوا بأقلامهم، أو نقلوا ما قرؤوه لكبار الكتاب ليعرفه الآخرون، أو علقوا على هذه الكتابات ليثبتوا اعتراضهم واحتجاجهم وينشروا اقتراحاتهم للحلول، أو مرروا الرسائل التي تصلهم إلى معارفهم وذويهم، ليشكلوا جهاز إعلام مواز أكثر تأثيرا من الإعلام الحكومي المضلل.
وهي ثورة خالد سعيد وسيد بلال وآلاف من الذين تم تعذيبهم في السجون وقتلتهم الشرطة ظلما وعدوانا بغير ذنب.
والآن، هي ثورة كل الشعب المصري الذي خرج إلى الميادين، واعتصم اليوم في الوزارات والمصالح الحكومية، وكثيرون منهم لم يستخدموا الإنترنت في حياتهم، وربما لا يقرأون الجرائد والمجلات، ولكنهم اكتووا بنار الظلم وطفح بهم الكيل، فخرجوا من صمتهم أخيرا.
وهي ثورة المقاومتين الأفغانية والعراقية اللتين أنهكتا أمريكا وأوروبا وورطتاهما في أزمة مالية أضعفت قبضتهما على دولنا، مما سمح بحدوث ما يحدث.
وهي ثورة شعب تونس الأصيل، الذي أضاف إلى غضب المصريين، الشعور بالأمل في إمكانية التغيير، فانطلقت الثورة من هذا المزيج العبقري: مزيج الغضب والأمل، وبدونه لم تكن دعوة الفيس بوك للتظاهر لتجد أذنا مصغية، بسبب تراكمات طويلة من اليأس والإحباط وانكسار الإرادة.
باختصار: هذه ثورة لها مليون قائد، وهذا هو سر نجاحها، فلو كان لها قائد واضح لكانت الشرطة المصرية قد سحقتها في بضع ساعات!
إن ما حدث، يشبه صخرة عملاقة على قمة جبل، يحاول الجميع دفعها منذ عقود فلا تتزحزح، حتى جاء هؤلاء الشباب فأضافوا دفعة صغيرة جديدة إليها، فتدحرجت من قمة الجبل، وهوت على سفحه بسرعة هائلة.. فلا هم وحدهم من دفعها، ولا هم ولا غيرهم يستطيعون الآن إيقافها لو أرادوا، قبل أن تصل إلى مستقرها في قاع الوادي، وتسحق في طريقها كل بنيان الظلم والفساد.
لهذا رجاء: لا ينسب أحد هذه الثورة لنفسه فهي ثورة كل المصريين: كل من ناضلوا من أجلها، وكل من انفجر غضبهم من كثرة المظالم.
لهذا ليس من حق أحد منع الآخرين من الانضمام إلى الثورة أو حتى قيادتها، فهذا معترك الجدارة، والأكثر تأهيلا سيقود الجميع، بدون نزاعات أو تشققات، بل بتقديم الاقتراحات والحلول لكل المشاكل التي أوجدها النظام السابق، وبالقدرة على تحمل المسئولية لإنقاذ البلد، وهي أمور لا يمتلكها الشباب الغاضب.. فالغضب سهل، والرفض يسير، لكن كلمة "لا" وحدها لن تعيد بناء الوطن، ويجب على الشباب الثائر أن يتيح للأكثر خبرة وعلما وكفاءة أن يدير الأمور.
لهذا أقول للشباب: شكرا لكم على ما فعلتم، وواصلوا ما تفعلون، ولكن ركزوا رجاء في مواجهة الطغاة، ولا تدخلوا في مهاترات جانبية لا قيمة لها.


هناك 3 تعليقات:

  1. تأكيدا على كلامك :

    http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150104960698505&id=1457946403

    ردحذف
  2. لازم الشباب تتوظف لااما سيقمون ثولرة عنيفة جدااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف
  3. ربنا يحيميك يا حمام

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر