المتابعون للمدونة

الأربعاء، 26 يناير 2011

صــــــــرخة

صــــــــرخة

اسخرْ من نفسِكَ ما تبغي: فالكلُّ صحيحْ!
وانبذْ أحلاما بكَ تَسري، وتَوَخَّ الريحْ
واجلسْ كي تُحصيَ أكواما أشلاءَ جريحْ
***
ينهمرُ الدمعُ ولا يُجدي إلا تبريحْ
تنهارُ النجوى والسلوى في جوفِ ضريحْ
تصحو، تتثاءبُ ضاحكةً، جمجمةُ ذبيحْ!
***
نضحكُ تصريحْ
نبكي تلميحْ
ونظلُّ نلمُّ شِتات الدنيا وأراجيحْ
ويموتُ الضوءُ
يموتُ الكونُ
وتعوي الريحْ
والحيُّ إذا أضناه الظلمُ يصيحْ
أما الأمواتُ، فلا يُجدي سيفُ التجريحْ!
***
نعدو، وكأنَّ نهايةَ خطِّ العدوِ تُريحْ
والوهمُ الخاطئُ ما نَهوَى، والحقُّ طريحْ
فلعلَّ الجيبَ الملآنَ
اللحمَ الأطنانَ
اللحمَ العُريانَ
وكومَ صفيحْ
والجشعَ الساكنَ فَخمَ ضريحْ
ولعلَّ الضحكاتِ الثّكلَى
وسطَ دُخانِ رياءِ نفاقٍ
أو تدليسٍ
أو في ثوبِ الذئبِ صريحْ
ولعلَّ الأوهامَ
تُدِرُّ الفرحَ
وتُغْنِي حينَ سيوفُ الظلمِ ثمارَ الذلِّ تُطيحْ!
***
شيءٌ في عمقي في الأنعامِ يصيحْ:
عيشوا التسطيحْ
أو كونوا بوما وخنازيرا وتماسيحْ
آخرُ تصريحْ:
لا أعرفُ وطنا كي أهواهْ!

محمد حمدي غانم
1996

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر