المتابعون للمدونة

الخميس، 13 يناير 2011

الخاتمة: الداروينية علم أم دين؟!

الحلقات المفقودة في الداروينية الفقيدة
الخاتمة: الداروينية علم أم دين؟!

والآن، بعد أن تفحصنا الأسئلة الخمسة، هل بقي لدينا شك في أننا نتكلم عن (أصول مفاجئة) كما اعترف بذلك جيفري شوارتز وهو من أنصار التطور؟
لقد أخطأ الداروينيون في اعتقادهم أنهم يبحثون عن الحلقات المفقودة فحسب.. فالحقيقة أن كل شيء مفقود في هذه النظرية أصلا!!
تذكروا مرة أخرى أن نظرية داروين الأصلية لم تكن تحتوي على أي تجريب عشوائي، بل كان داروين يظن بسذاجة ناتجة عن قلة علمه، أن التغيرات تحدث بصورة عادية للمخلوقات الحية نتيجة ظروف البيئة، فتجعلها متكيفة معها، بينما يختفي النوع السابق الذي صار غير قادر على التكيف.. أي أن داروين كان يعتقد بوجود آلية معينة في الكائنات الحية تتيح لها التغير تبعا لظروف البيئة.. لكن بعد اكتشاف علم الوراثة والشفرة الوراثية وتأكدنا من أنهما يعملان على ثبات الأنواع لا تطورها، سقط أتباع داروين في مطب قاتل، جعلهم مضطرين للحديث عن حدوث التطور بالطفرات العشوائية في الشفرة الوراثية، مما جعل نظرية داروين تنقلب رأسا على عقب من نظرية علمية سببية، إلى فوضى عبثية وتجريب أعمى بدون دافع.. فبدلا من حدوث التغيرات في إطار تفاعل الكائن مع ظروف البيئة، صارت كل التغيرات متاحة بغض النظر عن ظروف البيئة، سواء التغيرات التي تجعل الكائن متكيفا، أو التي تجعله غير متكيف أو مشوها أو تقتله!.. وهذا هو ما تثبت الرياضيات استحالة حدوثه بشكل قاطع كما رأينا.
والمضحك في الأمر أن الذين يدافعون عن هذه الخرافات، يسمونها علما، ولو أنه علم فعلا، وكانت الطفرات العشوائية هي التي تطور الأنواع بعضها من البعض، لكانوا وضعوا لنا توزيعا احتماليا رياضيا مقننا يبين كل أوجه هذه الظاهرة ويراعي كل ظروفها، لكي يمكننا من منحنى هذا التوزيع أن نعرف احتمال ظهور أي نوع في أي عصر، ونتوقع ظهور أنواع جديدة في أي مرحلة مستقبلية.. إن الإحصاء علم يستخدم في الكثير من المجالات اليوم، وهناك توزيعات احتمالية كثيرة في العلم بالفعل، ولا أحد ينكرها.. على سبيل المثال لا الحصر: الكلام الذي نكتبه هنا الآن عبر الإنترنت والحاسوب، مبني على تقنية أشباه الموصلات، وهي مبنية على توزيع احتمالي يسمى Maxwellian Tail يستخدم للتأكد من مستوى فرمي Fermi Level وبنيت عليه دالة ماكسويل بولتزمان Maxwell Boltizman function، ويستخدم هذا التوزيع الاحتمالي لتوقع عدد الفجوات والالكترونات في شبه الموصل في أي لحظة.. إن علم الاحتمالات علم معتبر في التطبيقات العملية والهندسية وعلم الوراثة بل والاقتصاد، وليس مجرد نظريات في الكتب فحسب، وهو علم أصيل في الفيزياء الحديثة غير الكلاسيكية.
فأين هو التوزيع الاحتمالي الذي يقنن لنا نظرية التطور بالطفرات؟
وفي النهاية: ما بني على باطل فهو باطل.. داروين كان مجرد طالب طب فشل في دراسته فانتقل إلى دراسة اللاهوت، ولم يكن متخصصا أصلا لا في الجيولوجيا ولا في الإنثربولوجيا ولا في الأحياء، وكل كلامه بناه على ملاحظات سطحية في ظل علوم متخلفة سادت عصره، ولم يكن يعرف شيئا عن علم الوراثة والمجهر الالكتروني و DNA والجينوم والإحصاء والاحتمالات وعلوم النظم والتحكم والبرمجة، فكلها ظهرت بعد موته.. حتى الطب نفسه الذي فشل فيه، درسه في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وطبيعي أنه كان سطحيا ومتخلفا مقارنة بالطب اليوم، الذي صار أكثر تخصصا وغزارة وإلماما بمعجزات الجسم البشري، في ضوء كل الآلات العلمية المساندة التي يستخدمها الأطباء اليوم!

الخلاصة:
التطور، هو خرافة إلحادية تنافي قواعد العلم المعروف، فشل كل من حاول تقديم تصور علمي لكيفية حدوثها، مثل لامارك (توارث الصفات المكتسبة) وداروين (الانتقاء الطبيعي وصراع البقاء) والداروينيين الجدد (الطفرات الجينية والاتقاء الطبيعي)، ورغم هذا ما زال الملحدون يدافعون عن هذه النظرية باستماتة، ويصرون على أنها حقيقة علمية بدون أي دليل علمي، لأنهم لا يملكون غيرها، وهذا نوع من الإيمان الغيبي، الذي يجعل التطور والداروينية مجرد ديانة شيطانية لا علما!.. فالظن بأن القرن القادم أو بعد القادم أو بعد بعد القادم، سيقدم لنا آلية علمية تثبت حدوث التطور، هو اعتقاد ديني وليس علمي!!.. فالعلم يتقيد بنتائج الماضي والحاضر، ولا يستميت في اعتناق ما تنفيه كل قواعد العلم المعروفة!.. لهذا يظل إيماننا بالجن والملائكة إيمانا غيبيا لا علميا، لأننا لم نرهما.. وهذا ليس ذما للمؤمنين بالله سبحانه، فقد مدحهم الله سبحانه بأنهم (يؤمنون بالغيب)، ولو كان الإيمان بالحضور لما كان هناك تكليف لعدم وجود اختبار.. وكذلك يظل إيمان الملحدين بالتطور إيمانا بالغيب، لأن كل ما نعرفه من قواعد العلم ينفيه!
لهذا أقول لكل من يصدق خرافة داروين:
لقد خدعوك يا عزيزي.. هذه الخرافة ماتت بشكل علمي ودفنت تماما منذ نصف قرن، حتى ولو كان أقاربها من الدرجة الأولى ما زالوا يرفضون تصديق هذه الحقيقة الفاجعة، ويحتفظون بالجثة محنطة رافضين تشييع جنازتها، رغم أن رائحتها فاحت وأزكمت الأنوف!
لهذا أرجو منك أن تفكر لخمس دقائق فقط في هذا الكلام قبل أن تُخلد إلى النوم اليوم، وأنا متأكد أنك حينما تصحو غدا وتغسل وجهك، ستضحك في استمتاع وأنت تقول لنفسك: ياااه.. يبدو أنني رأيت حلما مسليا عن خرافة اسمها الداروينية!

محمد حمدي غانم
1/10/2010

موضوعان ذوا صلة:

هناك تعليقان (2):

  1. دعاء جاد الله8 يوليو 2011 في 10:33 ص

    لقد اعترف كبار اصحاب النظرية الدارونية بعجزهم و قالوا بالحرف الواحد: إن نظرية النشوء و الإرتقاء ليست ثابتة علميا، و لا سبيل إلى إثباتها بالبرهان أبدا، و إنما آمنا بها، لأنها البديل الوحيد عن الإيمان بالله!
    وو بهذا افتضحت اللعبة و انكشفت جريمتهم و الحمد لله

    الشيخ أبو بكر الجزائرى "عقيدة المؤمن"
    و سبحان الله حين قال "ما اشهدتهم خلق السموات و الأرض و لا خلق أنفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا" و كأنه سبحانه و تعالى يرد على هؤلاء الزنادقة و على نظرياتهم العقيمة فى نشأة الأرض تارة و نشأة الإنسان تارة اخرى

    ردحذف
  2. الأخت دعاء جاد الله:
    شكرا لإضافتك القيمة.
    تحياتي

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر