المتابعون للمدونة

الخميس، 23 ديسمبر 2010

2- لماذا ما تزال الحلقات المفقودة مفقودة حتى الآن؟

الحلقات المفقودة في الداروينية الفقيدة!
2- لماذا ما تزال الحلقات المفقودة مفقودة حتى الآن؟

هناك كتاب للعالم جيفري شوارتز يوصي فيه بالتخلص من نظرية داروين كلياً والبحث عن تفسير جديد عن كيفية تطور الحياة (لاحظوا أنه من أنصار التطور!!)   
تقول نظرية داروين إن الأنواع الجديدة من الكائنات الحية تظهر بسبب التراكم التدريجي للطفرات.. وتتنبأ النظرية بأن الحفريات ستكشف عن مئات الآلاف من الأنواع الانتقالية وهي أنواع في مرحلة متوسطة للكائن تربط النوع اللاحق بالسابق.
لكنّ سجل الحفريات لا يظهر شيئاً من هذا القبيل، بل إن الأنواع الجديدة من الكائنات الحية - بحسب رأي شوارتز- تظهر فجأة، حيث تتحول الزعانف إلى أرجل مباشرة دون المرور بمرحلة وسطية انتقالية، ويقول أيضاً تأييداً للتحول المباشر: "أنت لا ترى تطوراً تدريجياً للريش فإما أن ترى الريش أو لا تراه."
لذلك بالنسبة لشوارتز، فإن الفكرة الداروينية عن التطورات البطيئة والمتراكمة عبر الأجيال الطويلة هي فكرة خاطئة.
فلا عجب بأنه أطلق اسم "الأصول المفاجئة" على كتابه الجديد، فمنذ داروين تعلق علماء كثيرون بأمل أن الفجوات في سجل الحفريات ستمتلئ في النهاية، وأن الحلقات المفقودة سوف تكتشف، ولكن شوارتز يقول بأن الفجوات لن تملأ أبداً لأن الحلقات المفقودة لم توجد قَطّ، ويحث العلماء البيولوجيين أن يبدأوا في البحث عن نظرية جديدة لشرح الأصول المفاجئة.
إن شوارتز يقدم لنا معروفاً بالإشارة إلى فشل نظرية داروين، ولكن إصراره على حدوث التطور ليس أمرا منطقيا، فالكائنات الحية تُظهِر مستويات من الهندسة والتصميم والتعقيد بدأ العلماء بفهمها مؤخرا، وكلها تؤيد منطقياً أن الكائنات هي من خلق مهندس ذكي ومصمم عظيم هو الله سبحانه.

ملحوظة:
يدعي أنصار التطور أنهم عثروا على بعض الحلقات الوسيطة.. ورغم أن عدد ما ادعوا أنه حلقات وسيطة محدود جدا، فإن هناك جدلا مستمرا حول هذه الحفريات وإن كانت وسيطة فعلا، أم أنها كانت أنواعا مميزة بذاتها.
ولنأخذ مثالا بسيطا يوضح لنا هذا:
يدعي أنصار التطور أنهم وجدوا حفرية لنوع قديم من الخفافيش أذنه غير مكتملة وجناحاه غير مكتملين، مما يعني أنه لم يكن يستخدم السونار، ولم يكن قادرا على الطيران، ولهذا فلا بد أنه حلقة وصل في تطور حيوان ثديي عادي (ربما كان الفأر) إلى كائن ثديي يطير ويستخدم السونار.
هذا الكلام لا يمكن قبوله علميا للأسباب التالية:
1- إذا كانت الظروف المحيطة بالخفاش ـ مثلا ـ دفعته إلى تطوير جناحين حتى يتكيف معها ولا يموت، فكيف استطاع الحياة وسط هذه الظروف القاتلة لآلاف السنين كما تدعي النظرية دون أن ينقرض، إلى أن اكتمل له أخيرا بناء الجناح؟.. هذه فرضية متناقضة، والعلم يرفضها فورا!.. إنها تتعارض حتى مع مبدأ الانتقاء الطبيعي، فالمخلوق غير المناسب لظروف البيئة سيموت وينقرض.. فكيف نفترض أنه سيطور تركيبه في آلاف السنين وسط هذه الظروف؟!!.. كيف لمخلوق مشوه له رجلان خلفيتان وجناحان ناقصان مواصلة حياته، وهو لا يستطيع الجري ولا الطيران؟.. ماذا كان يأكل وكيف كان يهرب من أعدائه؟.. وكيف توصل الخفاش إلى ديناميكية الطيران، ليصمم جناحين ويغير مقاييس جسده ليطير؟.. ولو كان أعمى حينها فكيف كان يصطاد فرائسه بدون سونار؟.. ولو كان مبصرا حينها، فلماذا تخلي عن البصر ليلجأ إلى تقنية معقدة أقل كفاءة كالسونار؟.. وكيف تعلم حساب المثلثات وسرعة الصوت وتقدير الأبعاد والأحجام من صدى الصوت؟.. كيف تعلم تأثير دوبلر ليعلم إن كانت الحشرة التي رصدها بالصدى تبتعد عنه أم تقترب منه؟ (سبحان من قال: "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى")
2- أصلا من المستحيل أن يحكم أحد على حالة الأذن من حفرية متهرئة متحجرة من آلاف السنين.. إذا صدقنا أن الأذن كانت غير كاملة فعلا، فأول احتمال أن يكون هذا بسبب ظروف الحفرية.
3- ثم، ألا تفترض نظرية التطور أن الخفاش تطور من حيوان سابق (في الغالب هو الفأر أو أي من عائلته بسبب بعض أوجه التشابه الظاهري)؟.. فهل كان الفأر أو أيا كان ذلك السلف بأذن غير مكتملة؟.. الآذان مكتملة في كل الحيوانات منذ ملايين السنين.
4- دعونا من كل هذا، ولنصل إلى الجهل بعينه: مَلَكة السونار في الخفاش لا تتعلق بالأذن، بقدر ما تتعلق بقدرات الأحبال الصوتية والمخ لإصدار نغمات فوق صوتية وتحليل الصدى الناتج عنها.. فالحقيقة البسيطة التي يعرفها الجميع، هي أن الكلاب تسمع الموجات فوق الصوتية، والأفيال كذلك.. بل وكل الحيوانات بدليل أنها تصاب بالهياج قبيل وقوع الزلازل، لسماعها الموجات فوق الصوتية الناتجة عن تحرك صفائح القشرة الأرضية!.. لكن ذلك العبقري الذي لفق الدليل لم ينتبه لهذه الحقيقة البسيطة، وتكلم عن عدم اكتمال الأذنين في تلك الحفرية المزعومة!!
هذا مثال واحد ينبهكم لمدى الزيف والكذب والاستخفاف بالعقول الذي يملأ كلام أدعياء التطور.. عبر 150 عاما مضت، صاحوا وصرخوا لكل دليل مزعوم، ثم بعد ثبوت خطئه يتجاهلونه وكأن شيئا لم يكن وينتقلون إلى الكذبة التالية بمنتهى الصفاقة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر