المتابعون للمدونة

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

دلالُ الـوَرد

دلالُ الـوَرد

مساءُ الوَردِ.. هلْ للوردِ إمساءُ ... وأنتِ الشمسُ والأنسامُ والماءُ؟
وأنتِ العطرُ والأحلامُ والنجوى، وأيكةُ واحةٍ في القَفْرِ فيحاءُ
قدمتُ إليكِ والأزهارَ أحملُها، وجناتٌ على خدّيكِ زَهراءُ
فغارَ الزهرُ من زهرٍ يعذّبني، كأنَّ الزهرَ في كفّيَّ أشلاءُ!
وأنَّ القلبُ من نيرانِ لهفتِه، وليتَ العطرَ للملهوفِ إطفاءُ
فما للزهرِ لا يبغي يُكلمني، وهذا النبقُ في شفتيكِ غنّاءُ؟
وعِقدُ الفلِّ فوقَ الصدرِ مُختالٌ، لديه من اختلاجِ القلبِ أنباءُ؟
ولستُ بقاطفٍ زهرًا فأقتلُه.. حياءُ الزهرِ في نجواه إحياءُ



مساءُ الوردِ، ما لِلشوكِ يُدميني؟.. وأنتِ رقيقةٌ خَجلَى؟.. أغيثيني
إذا أخفَى حَيَا شفتيكِ بسمتَها وغاضَ العطرُ في ثَغرِ الرياحينِ
وهذا السوسنُ الوَسْنانُ في تَرَفٍ على الأجفانِ أغضى لا يناجيني
وجُوريُّ الأناملِ أطبقَ الأوراقَ عن كفِّي وأقسمَ ليسَ يُشذيني
فهل لي من نَدى عينينكِ لؤلؤةٌ تُعلّلُني، وفي همّي تُواسيني؟
إذا ما كنتِ عازمةً على قتلي فقولي الآنَ إنكِ لن تُحبيني
فَيَا حُورِيّةً حسناءَ قاتلةً: أكانَ الوردُ مِصيدةً لِتُرديني؟
وبعضُ الوردِ قناصٌ فرائسَه، وبعضُ الناسِ مخدوعٌ إلى حينِ!


مساءُ الوردِ، أنَّى يظمأُ الوَردُ؟.. وأنتِ الغيثُ واليَنبوعُ والوِردُ؟
عَتَبتُ عليكِ ـ آهٍ يا مُعذّبتي ـ عتابَ الصَّبِّ أَصْـلَى قلبَه الوَجْدُ
إذا أغفى الوَرَى أضنى الجَوَى جَفني.. يُمنّيني اللِّقا وتَبَاعدَ الردُّ
وفي أنفي عطورُ الوردِ تَفتـنُني، فلا أدنو ولا أَسْطِيعُ أرتدُّ
ونورُ الياسَمِينِ على جبينكِ لم يُبيّنْ لي طريقَ الوَصْلِ أو يَحْدُ
وأشكو للنسيمِ هواكِ أغنيةً، كما الكروانِ هاجَ حنينُه يشـدو
تُصبّرني على اللَأْواءِ في عشقي جسورٌ من نسيجِ الوهمِ تمتدُّ
مساءُ الوردِ، هل للوردِ من ردًّ يُغيثُ القلبَ، فالأشواقُ تَشتدُّ؟


 
محمد حمدي غانم
21/7/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر