المتابعون للمدونة

الخميس، 4 نوفمبر 2010

11- البعث والحساب، علميا

أبدع حاسب وأبدع نظام تشغيل
11- البعث والحساب، علميا

والآن.. ما الغريب في الكلام التالي:
-  سنحتفظ بنسخة واحدة من الحمض النووي لكلّ إنسان.. وهذا الاحتفاظ لا يجب أن يكون حيويا، إذ يمكن أن يتمّ عن طريق حفظ معلومات DNA على وسيط الكتروني كأسطوانة ضوئية مثلا!.. لكن حتى لو أردنا الاحتفاظ بالمعلومات الوراثية ماديا فالأمر ممكن، فكما ذكرنا من قبل، فإن مجموع أوزان المادة الوراثية لستة مليارات إنسان هم تعداد سكان العالم حاليا، لا يزيد عن 3 من المئة من الجرام!.. ألا يكشف هذا عن أن الاحتفاظ بنسخة وراثية من البشرية من أولها إلى آخرها لا يحتاج إلى أكثر من صندوق صغير؟!
-       سنسجل فيلم فيديو لتصرفات كلّ إنسان، بحيث تكون حجّة عليه، ونريها له بالصوت والصورة لو أنكرها.
-       لا يقل لي أحد كيف سنراقب كلّ إنسان.. سنخصّص له قمرا صناعيا يراقبه من الفضاء عبر كلّ الحواجز!
-  الآن لدينا السجل الوراثي لكلّ إنسان ونستطيع استنساخ نسخة منه (مثلما تمّ استنساخ النعجة دوللي).. كما أنّ لدينا سجلَّ أفعاله، الذي نستطيع شحن ذاكرته به من جديد.. على الأقلّ عن طريق جعله يشاهده مرّة أخرى!
لعلّكم تلاحظون أنّني لا أتكلم عن أيّة غيبيات.. أنا أتكلم عن معلومات علمية معروفة فعلا في عصرنا الحالي، بعلمنا المحدود القاصر الذي ما زال يتطوّر!
فما بالكم إذن بعلم الله سبحانه وتعالى خالق الكون وخالق الإنسان، والذي أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون؟
أريد أن أعرف الآن كيف يستسهل البعض نفي البعث والحساب، وقد صارا بالفعل حقائق علمية؟!
وقد ردّ القرآن الكريم على تساؤل الكفار عن كيفية استعادة الجسد بعد أن تلتهمه الأرض.. يقول سبحانه:
(بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ {4}) سورة ق.
صدقت يا رب.. كتاب حفيظ يحتوي على نصف مليون صفحة بحجم صفحات دليل الهاتف من المعلومات الوراثية.. هذا الكتاب المهول مخزن على شريط DNA واحد ضمن 46 زوج من الأشرطة في نواة خلية لا ترى بالعين المجردة!
ورغم أنّ الكفار لم يكونوا يعرفون شيئا عن هذه المعلومات، حيث كانوا يجهلون كل شيء عن تكوين الجنين والمادة الوراثية، إلا أن القرآن لم يترك لهم عذرا.. انظر للبساطة وقوّة المنطق في قوله تعالى:
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {11}) الروم.
شيء منطقيّ جدا: الإعادة أسهل من البدء..وهذه الحقيقة تكرّرت مرات عديدة عبر آيات القرآن.. انظر لقوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27}) الروم.
لكن الكفار صموا آذانهم وعقولهم عنها.. فهل بقيت لهم حجة بعد هذه الآية:
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79}) سورة يس.
وفي الآية إشارة لطيفة إلى ذلك الكافر الذي فرك عظاما ميتة بين يديه متحديا الرسول أن يعود صاحبها إلى الحياة يوما، فتذكره الآية الكريمة أنّه مخلوق من نطفة.. لم يكن ليختلف شيء لو فرك المنيّ بين أصابعه كما فرك العظام البالية، ففي كلتا الحالتين هو لم يعرف كيف جاء من هذه ليعرف كيف سيبعث من تلك!.. فأيّ منطق وأيّ حجّة يدّعيها، وهو أساسا لا يعرف ماذا كان قبل أن يجيء ليتحدّى أين سيكون بعد أن يذهب؟
لقد كان الأمر واضحا وبسيطا منذ البداية.. مولد الحياة من أرض ميتة، ومن أرحام الأمهات هو معجزة حقيقية تتكرّر كلّ يوم ملايين المرات بمرأى ومسمع من الناس.. لكن يبدو أنّهم فقدوا القدرة على التمييز والإحساس من فرط الاعتياد!
فلماذا كان على البعض أن ينتظر 1400 عام حتى يثبت له العلم كلّ هذه الحقائق؟
بل ولماذا يصرّ البعض على أن ينتظر سنوات أخرى إلى أن يثبت العلم كلّ ما هو مكلّف بالإيمان به غيبا؟.. أيجب أن ينتظر لقاء تلفزيونيا مع الجنّ والملائكة ليؤمن بوجودهما؟.. وأليس حديثه عبر المحمول من خلال الأقمار الصناعية مع رجل في قارة أخرى، أكثر إبهارا من السحر وخوارق الجن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر