المتابعون للمدونة

الخميس، 30 سبتمبر 2010

أخيرا قابلت العبقري د. أحمد خالد توفيق

أخيرا قابلت العبقري د. أحمد خالد توفيق

ذهبت لزيارته اليوم في الساعة الثامنة والنصف مساء، في مدينته طنطا.. قلت له وأنا أبتسم في سعادة:
-    يبدو الأمر لي كأنني كنت أسبح إلى أعالي النهر منذ 16 عاما.. وها أنذا أصل إلى منبعه أخيرا.
وأعني بالنهر هنا، إبداعاته المتنوعة أدبا وفكرا، التي عشت معها أجمل أوقاتي منذ أن كنت طالبا في الصف الثاني الثانوي، وحتى اليوم.
وأعني بالمنبع، العبقري د. أحمد خالد توفيق.. ذلك المتواضع، البسيط، الحميم، هادئ النبرات، بشوش القسمات، الذي يتكلم بحماس شاب في العشرين، ورزانة حكيم على مشارف الخمسين، ويغمرك بمعلومات غزيرة في شتى المعارف، حتى إن الوقت مضى دون أن ندري، ونحن نتجول بين العديد من المواضيع المختلفة في سلاسة ورشاقة.
وقد ازددت دهشة، حينما أكد لي أنه مثلنا تماما، ينام ثماني ساعات كل يوم، وأن الساعات الستة عشر المتبقية كافية جدا لكي يذهب إلى عمله في الجامعة، ويمارس الطب، ويكتب المقالات والروايات، ويتابع الأخبار ويقرأ الكتب بنهم، بل ويذاكر لأولاده أيضا!
لكنه فسر لي ذلك بأنه يأتي على حساب زياراته الاجتماعية التي يتملص من معظمها.. لا أدري.. أظن أن الأمر ما زال به معجزة ما!
قلت له في أسف:
-   هاتفي المحمول لا يلتقط الصور.. للأسف لن أستطيع تخليد هذه اللحظة.
فأجابني بمرح:
-    لا تقلق.. سألّفق صورة تجمعنا معا، من صورك التي أرسلتها لي من قبل!
ومرة أخرى نظرت له بتوقير وقلت:
-    يحتاج القارئ أحيانا، إلى أن يحول كاتبه المفضل، من عالم الأفكار، إلى العالم الواقعي.
فابتسم ولم يعقّب.
ومن الأسئلة التي وجهتها له:
-    هل سبق أن تعرضت لمضايقات بسبب مقالاتك الجريئة في الدستور؟
فأجابني قائلا بما معناه:
-   لا.. على الأقل حتى الآن.. لكن ربما يحدث هذا في أي وقت!.. لكني على كل حال، لا أتجاوز خطوطا معينة، لأن التزامي ببعض القيود مع استمراري في الكتابة، أفضل من أن يُحال بيني وبين الكتابة.. وفي كل الأحوال، أظن أنني أقول كل ما أريده بطريقة أو بأخرى.
بعد ذلك تطرق الحوار بيننا إلى عشرات القضايا، التي كانت محل جدال بيننا عبر البريد الالكتروني في السنوات الماضية، والتي لا يتسع المقام لذكرها هنا.
وهكذا سعدت بالجلوس معه ساعة كاملة، مرت وكنت لا أريدها أن تمر، وافترقنا وأنا أكثر إعجابا به وتقديرا له، رغم أننا ما زلنا مختلفين في الكثير من القضايا والتوجهات.. لكنه فعلا من القلائل الذين ينطبق عليهم القول الشائع: "اختلاف الرأي، لا يفسد للود قضية".

محمد حمدي غانم
29/9/2010

هناك تعليقان (2):

  1. الرجل عبقري بحق وبالتأكيد كان لقاء رائعا ..

    ردحذف
  2. صدقت أخي الفاضل.
    مقابلة مبدع مثله هو بالتأكيد أمر ممتع، ويثير الحماس أيضا.. كما أن هناك أكثر من نصيحة وجهها لي بطريقة لطيفة غير مباشرة، ربما تغير مسار حياتي في المرحلة القادمة.
    تحياتي

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

صفحة الشاعر